Sunday, August 28, 2011

أنا ما باموتش

فزورة قديمة يمكن يرجع تاريخها لمايو 1932 بتقول: إيه الحاجة اللي تُعتبر بنت المية بس تموت لو نزلت المية؟ والإجابة التلج! (طبعا فكرة مايو 1932 دي مجرد غلاسة باستخدمها مع أصحابي لما حد يقول نكتة أو فزورة قديمة..نروح نقول له: يناير 66 أو مارس 85 دلالة يعني عن قد إيه قديمة).. :)
المهم..موضوع التدوينة دي بيحصل فيه عكس حكاية التلج دي...ليه؟
لأن كل فكرة بتتولد بتتولد معاها قدرة غريبة تخللي الفكرة ماتموتش..خصوصا لو اتوفر للفكرة دي شوية عناصر منطقية عشان الناس تصدق..اللي عمل الفكرة ممكن يموت وتفضل الفكرة باقية طول ما عناصر انتشارها ومنطقيتها ومصداقيتها متوفرة..

الموضوع دة مش جديد....حد عارف فكرة لبس الأسود على الميت مين اللي بدأها؟ روايات كتير ومافيش قصة أكيدة متفق عليها..لكن حاجة من الحاجات اللي البعض بيتتداولها هي  إن اللي بدأها المصريين القدماء عشان يلخبطوا روح الميت لأنها حسب معتقدهم بتفضل تحوم شوية وممكن تدخل حد من اللي رايحين يعزوا
..ماشي.. لكن مين بقى أول واحد قاللهم كده؟ مين أول مصري قديم قال كده؟ يعني مثلا أشرف رع؟ أو مدحتزوريس؟ مش فارق..وحتى لو عرفنا..الشخص دة مات وكل عيلته واللي كانوا عايشين في المرحلة دي..واللي فضل عايش: الفكرة..وعلى الرغم من معرفتنا لسبب المعتقد إلا إننا لسه بنخضع لقوة الفكرة وبنطبقها..(مش باقترح خالص إنك تروح عزا لابس تيشيرت أخضر وبنطلون جينز وتقوللهم: على فكرة الحزن مش في اللبس..الحزن في القلب! ماقدرش أتوقع رد الفعل ومتهيألي الناس هتراعي بعد كده ماتقولكش على أي وفيات بعدها)...:)

ممثلين ومخرجين ورسامين وكتاب..موسيقيين وقادة ورموز دينية وثوار..مهندسين ومخترعين ومبرمجين وأصحاب شركات بيموتوا..بتنتهي حياتهم بعد 70 أو 80 أو 100 سنة..لكن بتفضل الأفلام واللوحات والكتب..بنلاقي المزيكا والمعتقدات والطقوس الدينية لسة موجودة..بتفضل الثورة عايشة..بنشوف الكباري والاختراعات وبرامج الكومبيوتر والشركات مستمرة..تشهد عن اللي عملوها..حتى لو ماعرفناش أسماءهم...يموت صاحب الفكرة...وتفضل الفكرة مابتموتش..

التقاليد بتستمر واللي بدأوها بيروحوا..
.الإشاعات بتنتشر وأول واحد قالها مش دايما بيتعرف...
الأساطير بتتناقلها شعوب وبيفضل أصلها غامض..الفكرة مابتموتش!

الدول أو الجهات اللي بتقمع وتحبس وتعذب أبرياء أو على الأقل متهمين مش محكوم عليهم قدام قضاء طبيعي عادل بتفتكر إنها بكده بتقضي على أفكارهم..
في مقالته   Civil Disobedience (العصيان المدني) بيتكلم هنري دافيد ثورو وبيقول: "لما ماعرفوش يِوْصَلولي قرروا يعاقبوا جسمي..زي الأولاد الصغيرة..لما مايعرفوش يردّوا على ولد تاني متغاظين منه يروحوا يغيظوا الكلب بتاعه!" وبيكمل يقول: "عشان كده ما يعرفوش يخاطبوا العقل أو الفكر أو الذكاء بتاع شخص لكن يستهدفوا جسمه وحواسه.."

هتقدر تموّت ناس..الفكرة مابتموتش..عذب وهين واحبس..الفكرة مابتموتش..
 
بتمر بلاد كتير بوقت فيه ناس بتبذل حياتها من أجل هدف.. بيتعذب مناضل..والنضال بيستمر..بيتبهدل ويتضرب ويتهان صاحب رأي..ورأيه بيفضل موجود.. بيموت الثائر ..والهدف بيكمل..بيتقتل المسيح..والرسالة بتستمر..

لو قدرنا نكلّم الفكرة ونعمل معاها حديث..تفتكروا هتقول إيه؟

أنا مش حتة تلج مع شوية مية أو سخونة أدوب..أنا فكرة واضحة وحرة..فكرة خرجت من دماغ واحد لكن عجبت ألوف..ماتقدرش تموتني..ماتقدرش تحبسني..ماتقدرش تعتقلني وتضربني وتكهربني..طالما خرجت مكتوبة أو مرسومة أو متقالة..هافضل حرة..
صاحبي يموت؟ اللي عملني يتعذب؟ اللي فكر فيّ  يتحبس؟ وإيه يعني؟ البشر هيموتوا..والملايين في العالم بيتعذبوا..وياما ناس في الحبس..
...لكن أنا ماباموتش!

4 comments:

  1. ماجد البوست حلوه لكن اضعف من الكلام الى قولناه امبارح بكتير , حتته العزا دى لكلكت منك , كان يهمنى اقرا كمان انو الفكره مش ممكن تموت الابفكره بردوا بس تكون اقوى منها و تفضل مستمده قوتها انها لاغت الاولى لانها لو لوحدها هتبقى عاديه
    ,و طبعا مش محتاج اقول انها جامده كالعادة يعنى

    ReplyDelete
  2. الروح فعلا لا يمكن تموت!!!بتسكن جسد تانى لكن مش من اللى بيعزوا...جسد لسه بيتخلق ويستعد للروح دى:)أشكرك.

    ReplyDelete