Saturday, December 31, 2011

وانت طيب :)

في كل لغات العالم معروف إن اللغة كائن حي بمعنى إن من وقت للتاني ممكن بعض المفردات يبقى لها معني مختلف (ممكن معنى عكسي تماما) عن المعنى الأصلي... واختلاف المعنى ممكن يكون لأي سبب.. مثلا ارتباط اللفظ بحادثة معينة.. فيلم أو كتاب مشهور..

كلمة مثلا زي كلمة "دبابات" كان المعنى الأصلي ليها "الحيوانات" (كل ما "يدب" على وجه الأرض) وهي الكلمة الأقرب لكلمة "دواب" بنفس المعنى.. دبابات دلوقتي معناها طبعا مختلف.. كلمة زي "ناموس" مثلا كانت بتستخدم بمعنى "قانون".. وهكذا غيرها من الكلمات سواء بالعربي أو أي لغة تانية.. كلمة زي gay مثلا.. معناها الأصلي "بهيج" أو "سعيد" لكن المعنى اللي بييجي في ذهن المتحدثين بالإنجليزية دلوقتي هو "مثليّ الجنس"..

المهم إن جملة من أهم الجمل اللي بنحتاج نستخدمها اليومين دول واحنا بنستقبل سنة جديدة هي جملة: كل سنة وانت طيب!.. ومع الأسف كلمة "طيب" هي أحد الكلمات اللي يا إما فقدت معناها أو أخدت معاني مختلفة..

طيب! (بمعنى "أُف! حاضر").. خش يا واد ذاكرلك كلمتين... طيب! حاجة تقرف (حاجة تقرف بتتقال في سرُّه طبعا)

طيّب! (مع الضغط على المقطع التاني وتشديد مبالغ فيه على حرف الــ ي مع نظرات فيها لؤم وتخطيط لشر!).. يعني مش هترجّع الفلوس؟ طيّب! (يعني هاأورّيك!)

فلان ده طيب! وللأسف يمكن المعنى تحور لفكرة "عبيط" أو "ساذج" أو "يتضحك عليه".. أو على أفضل تقدير "مش هيطالب بحقه"..

عشان كده يمكن مش سهل عليّ إني اتبادل التهاني بسنة جديدة بإني أقوللك كل سنة وانت طيب!  لكن نفسي أقول لكل حد من أصحابي:

كل سنة وانت "حر".. 
كل سنة وانت مستمتع بحرية في رأيك وفي لبسك.. في دراستك وفي معتقدك الديني.. كل سنة وانت حر في اختياراتك.. كل سنة وانت حر في شغلك وأكلك وعلاقتك بربنا.. كل سنة وانت حر!

كل سنة وانت "آمن".. 
كل سنة وانت متطمّن على عيالك وبيتك.. متطمن على حقك في وطنك.. آمن على حقوقك اللي عارف إنك هتاخدها.. آمن في الشارع وفي الجامعة.. في وطيفتك وفي مكان سكنك.. كل سنة وانت آمن!

كل سنة وانت "مبسوط".. 
مبسوط بعيلتك وحبايبك وأصحابك.. سعيد بعلاقتك بالخالق سبحانه.. فرحان في شغلك وأنشطتك.. مبسوط ببلدك وبيتك وممتلكاتك.. كل سنة وانت مبسوط!

كل سنة وانت "نفسك".. 
مش بتحاول تبقى حد تاني.. مش بتحاول تقلد عشان توصل.. مش بتحاول تبقى غيرك عشان تكون مقبول.. مش بتحاولي تخسّي عشان تكوني محبوبة.. مش بتحاول تغير في شكلك عشان الناس تحبك.. كل سنة وانت انت!

في الساعات الأخيرة لسنة خلاص بتلم أوراقها.. أحب أتمنى لكل أصحابي سنة مختلفة.. سنة مليانة بالنجاح والخير.. سنة مليانة طموح وتعب لذيذ وشغل.. سنة مليانة وضع أحسن.. ومع كل ألم ييجي أمل..

كل سنة وانت حر.. كل سنة وانت آمن..كل سنة وانت مبسوط..  كل سنة وانت انت.. وزي ما بيقولوا في السودان "السنة الجاية زي ما عايز!"..

كل سنة وانت طيب! :)

Thursday, December 29, 2011

XX

الاختصارات اللي بنستخدمها على الإنترنت من أكتر الحاجات اللي بتلخبط المستخدمين الجُداد.. ولو جربت تشرح لحد كبير سنا الاختصارات والحاجات دي ساعات بتبقى المشكلة إنهم مابيصدقوا! فتلاقي بين كل جملة والتانية LOL أو BRB وهكذا..

وطبعا من ضمن الحاجات اللطيفة استخدام نفس الحروف في لغة تانية.. فتلاقي ناس كاتبة: لول! أو برب!

البنات بصفة عامة أشطر شوية في التفصيلات والـemoticons الجديدة.. فتلاقي مثلا الراجل ببساطة بيستخدم علامة" :) " للتعبير عن ابتسامة.. تلاقي البنات عندهم "خط إنتاج" كامل للتعبير عن ابتسامات مختلفة..:-) :> :--)  :+) =) :)) ده طبعا غير: o-O وغيرها!

والمعروف عند معظمنا إن علامة X معناها "بوسة".. عادة الناس بتستخدم XX.. ولو بوسة وحضن يبقى XO.. ويمكن مش كلنا عارفين مصدر استخدام حرف الـ X للتعبير عن "بوسة"..:)

من ضمن التفسيرات اللي موجودة التفسير اللي بيقول إن في العصور الوسطى الناس اللي ماكانتش بتعرف القراية والكتابة كانوا لما بيحتاجوا إنهم "يمضوا" على عقد أو اتفاقية أو كده كان الشخص بيرسم علامة X مكان الإمضا.. وبعد كده "يبوس" على الـ X كتعبير على الأمانة وإنه كأنه بيمضي!

المحيّر إننا مرات بنبقى شايفين في الحاجات الصغيرة قيمة صغيرة! مجرد بوسة.. حضن بسيط.. سلام بحرارة.. ابتسامة.. لكن قد كدة كانت مجرد "بوسة على ورقة" علامة إخلاص وموافقة رسمية على عقد أو اتفاق..

بسيطة آه لكن مش تافهة!..كل كلمة حلوة أو ابتسامة أو تربيتة على كتف أو حضن.. كل صقفة أو سلام حار أو مكالمة مشجعة ليها قيمة كبيرة.. كل كلمة "بحبك" أو "انت غالي" آه ببلاش.. بس مش رخيصة! حتي لو كانت مجرد كام حرف على شاشة على الإنترنت!

XX  :)


Wednesday, December 28, 2011

يا راجل!؟

في مواقف ومناقشات كتير بنواجه شوية جُمل بنبقى حاسّين إنها جمل "غلط" أو "مش مقصودة" أو "مقصود منها حاجة تاني" ومش دايما بنفهم هو ليه أو إزاي إحنا متأكدين من إن الجمل دي "أي كلام".. مُستخدَمة بس للاستهلاك.. أو لتبرير موقف.. أو يمكن الجمل متقالة لكن الحقيقي هو عكسها..

"أنا دايما أقول الحق".. جملة زي دي إيه معناها؟ لما انت دايما بتقول الحق إيه اللي فكّرَك تقولنا المعلومة دي دلوقتي؟؟

توصلت إلي اكتشاف السبب (!).. السبب في إننا "بنُلقُط" إن الجمل دي أي كلام هو إن "عكسها" مش منطقي.. يعني مثلا نلاقي جمل زي:
أنا بطبعي صريح.. 
أنا مشكلتي إني باحب كل الناس.. 
إحنا مش بنسعى لسلطة.. 
أنا ماتفرقش معايا الفلوس.. 
إحنا بنقدّر الشهدا.. 
إحنا ماشيين في شهر 6!

تخيل معايا حد بيقول:
أنا أصلي أحب ألف وأدور!.. 
أنا ماباطيقش الناس.. 
إحنا هنموت ونمسك البلد.. 
أنا الفلوس بالنسبالي أهم حاجة.. 
الشهدا في داهية.. 
قاعدين على قلبكم.. 
إحنا هدفنا الديكتاتورية.

طبعا ماحدش هيقول كده!

اللي ساعات بيبقى كوميدي في الموضوع إن أول ماجملة من الجمل "النموذجية" بتتقال (أصل انت عارفني اللي في قلبي على لساني) أول حاجة بتوصلنا "يا راجل؟!"

عشان كده مرات كتير عناوين الجرايد وتصريحات المسئولين وردود الفنانين "بتبان" على طول لو هي أي كلام لأن عكسها عبيط..
كتير من الأخبار والمعلومات والمشاعر بيحمل منطقية عن طريق منطقية عكسه.. يعني لو عكس الجملة اللي أنا باقولها عبيط ممكن قوي الجملة نفسها تبقى برضه عبيطة..

جُملي اللي بتشهد عن احترامي للآخر أو عبادتي لربنا أو تقديري لقيمة عالية أو حبي لفضيلة معينة للأسف بتبقى جمل زي قلتها.. وعشان كده أفضّل أشتغل كويس على "تصرفاتي" إنها تنقل معتقداتي.. وإلا هتبقى مجرد جمل عكسها عبيط!

العدل والرحمة واحترامي للآخر وحبي لربنا المفروض يكونوا أوضح من إني أحاول أشرحهم بجمل كليشيهات!

"وطبعا أنا كل أصحابي عارفينني إني ملتزم وعمري ماأزعل ربنا مني واللي في قلبي على لساني!!"... يا راجل! :)

Sunday, December 25, 2011

عبد الهادي

 أشجار كريسماس في كل مكان.. أغاني مشهورة.. ألوان وزينة.. تماثيل بابا نويل في كل حتة.. أخضر وأحمر وفضي.. أجراس واحتفالات خاصة.. مزيكا.. لبس جديد.. ديك رومي.. فيلم Home Alone!

مش بس كدة.. لكن مع اختلاف الطقوس من بلد للتانية ومن عيلة للتانية غالبا بيجمع الكل استقبالهم للهدايا..

الهدايا!
عنصر مهم قوي في معظم إن ماكانش كل المناسبات.. بغض النظر عن إذا كانت المناسبة دينية أو لأ.. وكل المجتمعات تقريبا ليها توجه في الهدايا.. هدايا يعتبروها مناسبة.. هدايا أحسن من غيرها..

إيه اللي بيخلي الهدية مميزة؟ إيه اللي يخلليني أحب هدية أكتر من هدية تانية؟ إيه اللي يفرق معايا؟ إيه اللي يخليني "أحتفظ" بالهدية أو "أفتكرها" لوقت طويل؟

إجاباتنا "النموذجية" تقول إن تمن الهدية مايفرقش معانا! تلاقي مثلا قبل عيد الأم: ماما نِفسِك في إيه على عيد الأم؟ <إني أشوفكم مبسوطين يا حبيبي> ماما.. اللي بعده.. نجيبلك إيه هدية يا ماما؟ <ولا حاجة يا حبيبي.. ماتتعبش نفسك>.. لأ لازم يا ماما.. <أي حاجة بسيطة.. كارت صغير.. خاتم دهب.. أي حاجة!!>

طبعا اللي يفرق معانا قوي هو "مين" اللي بيهدي.. هدية من خطيبتي غير هدية من مصطفى ابن عمك!

يفرق معايا ساعات المجهود المبذول في الهدية.. ملفوفة حلو.. الكارت ملزوق كويس.. كمان "الإبداع" أو "الفكرة" اللي في الهدية.. لو الهدية فيها خيال و فن بتفرق جدا.. وياريت بقى لو حاجة كان نفسي فيها أو محتاجها يبقى هايل..

ممكن الحاجات دي كلها تبقى موجودة لكن عنصر تاني يغيب عن الهدية ويعمل فرق رهيب.. ياترى الهدية وصلتلي إزاي؟ في البريد؟ لقيتها تحت شجرة الكريسماس؟ اتبعتتلي من محل الورد على مكتبي؟ وللا اللي بيحبني جابلي الهدية بنفسه؟ وأعتقد إنه ده اللي ساعات بيحسسنا بفرح مش كامل قوي لما في الشغل مثلا "يلمّوا" من بعض ويجيبوا "أي" هدية!..

النهاردة وأنا بأفكر في احتفالات الكريسماس اللي فيها بيحتفل العالم كله بميلاد السيد المسيح فكرت شوية كتير في حكاية الهدية... مش بس عشان تبادلنا هدايا كعيلة.. لكن فكرت في ربنا سبحانه كمصدر للهدية..

هديته: غالية.. مبذول فيها إبداع وفن وتضحية.. مليانة رحمة ونعمة وبركة..أنا في احتياج ملح جدا ليها..

مش بس كده.. ده مش بس بيقدم بنفسه الهدية.. ده بيقدم نفسه هدية!..

الله بنفسه بيدعوني لرحمة وبركة من عنده.. لخير وجود وإحسان من إيديه..لسعادة حقيقية في القرب منه.. مش هو الهادي؟ مش بس بيقدم الهداية.. لكن بيقدم الهدايا..

هفضل طول عمري..عبد الهادي...

Saturday, December 24, 2011

محاسن الصُدف

بنسمع كتير عن صُدفة أدت لاكتشاف حاجة جديدة أو لاختراع مفيد.. أو حاجة كانت بتستخدم لغرض معين وبعدين استفادوا بيها في حاجة تاني..

من الحاجات اللي معظمنا يعرفها هي إن كريستوفر كولومبوس ماكانش رايح يكتشف أميريكا.. وإن كوكاكولا ماكانتش أصلا مخترعة كمشروب لكن كعلاج.. اللي عمل كوكاكولا كان جون بيمبيرتون (صيدلي من أتلانتا) وكان بيحاول يوصل لتركيبة لعلاج إدمانه للمورفين بعد إصابته!..

حاجات كتير زي الساكارين (بديل السكر) والتراب الذكي والبلاستيك والنشاط الإشعاعي ومنظم ضربات القلب.. كلها حاجات اتعملت أو اكتشفت "بالصدفة" لكن مش أي صدفة.. صدفة جاية لواحد "مستعد" للصُدف!
 
النصيحة اللي قدمها لُوِي باستور (اللي برضه اكتشف شوية حاجات كدة بما يشابه الصدفة) قال فيها: "الفرصة بتيجي في صف العقل المستعد"..

العالِم اللي شغّال ليل نهار في معمله والباحث اللي طول الوقت بيدوّر ويبذل مجهود هيكون من السهل إنهم "يتخبطوا" بالصدفة في حاجة تغيّر العالم.. الثائر اللي هَمُّه مصلحة بلده وبيقرا ويبحث ويدوّر لخيرها هو اللي ممكن "حظّه" يقوده لاستنارة جديدة بيها يغيّر تاريخ شعب كامل!

أنا نِفسي أبقى على طول مستعد.. على طول باجتهد للأفضل.. سواء في شغلي أو مع عيلتي أو بلدي أو علاقاتي.. اجتهادي هو اللي ممكن "يقنع" الفرصة إنها تجيلي..

أنا مستعد إنه "في يوم وليلة" ممكن مستقبلي يتغيّر بسبب "صدفة حلوة".. لكن في الغالب دي هاييجي بعد "أيام وليالي" من مجهود وتعب وجد..

مش كل الصدف جميلة.. لكن الصدفة اللي جاية لواحد مجتهد بتبقى من محاسن الصدف!

Thursday, December 22, 2011

شايف العصفورة؟


أنواع الألم اللي الجسم بيعبّر عنه كتير.. لكن من ضمن الحاجات اللطيفة اللي ليها علاقة بالألم هي الطريقة اللي ممكن الجسم يتكيّف بيها عشان يحس بالألم بدرجة أقل.. اللي ساعات الجسم بيعمله هو إنه "يغلوش" على وجع في جزء معين.. لكن الغريب إنه بيعمل كده عن طريق وجع "جزء تاني" من الجسم!..

يعني مثلا لما بنحسّ بوجع جامد عادة رد الفعل الطبيعي هو إن الواحد يصرّخ بصوت عالي (لدرجة بتوجع الأغشية الصوتية) فبيبعد تركيز العقل على الجزء الأساسي اللي بيوجع.. أو مثلا لما الواحد يتعوّر تلاقيه بيدوس جامد على مكان الوجع..الضغط ده في الواقع "بيوجع" لكن لأنه بيوجع جزء مختلف عن مكان الوجع الأساسي فالجسم بيحسّ قال إيه إن الوجع الأولاني مش مؤلم قوي!(وده ساعات بيسمّوه في الطب counter-irritation)..

فمثلا من ضمن الحاجات اللي كانوا بينبّهونا ليها واحنا لسة طلبة بندرس طب أسنان إن مرات كتير العيّان ممكن بسبب وجع في أسنانه يحط قرص أسبرين جنب السنة الموجوعة (بدل ما يبلعها).. واللي بيحصل إن قرص الأسبرين ده ممكن يخفّف الوجع بس عن طريق إنه يسبّب حاجة شبه "القرحة" في الخد من جوة.. القرحة دي بتوجع وبتنسّي العيان وجعه الأول.. والعيان بيفتكر إن ده خفف الوجع!

فكرة "شايف العصفورة؟" مش بس بيستخدمها الجسم عشان يحاول تفادي الوجع.. لكن مرات كتير في مناقشاتنا "بنخاف" نتناقش في الموضوع الأساسي.. لأن الموضوع الأساسي محتاج مجهود.. محتاج تركيز.. محتاج "اعتراف" بتقصير أو بمشكلة.. ليه؟ وعلى إيه؟ أسهل حاجة نعملها هي "شايف العصفورة؟"

وطبعا مش دايما بنقول شايف العصفورة لكن بنقول: "وإيه اللي نزّلها أصلا؟".. "طب ما الإرهاب موجود في كل حتة".. "ثُم مين أصلا قاللك....".. "وبعدين أنا مش باتكلّم عنك انت..".."أمال مين يعني اللي ينفع رئيس؟" وهكذا.. جمل كلها بتزُق ناحية: سيبك من الموضوع الاساسي وخلّينا نتكلم عن حاجة تانية.. أو نتّهم الضحية بعدم الحرص أو بالتسيب ..أو نتّهم اللي بنحكي معاه بإنه مش بيفهم أو ماعندوش معرفة كاملة أو أو.. أسهل بكتير!

العصفورة مهمة.. العصفورة مخلوق جميل.. العصفورة مش معمولة عشان "نغلوش" بيها على مواضيع.. العصفورة مخلوق بيعبر عن منطق وإبداع وخيال جميل من الله سبحانه.. شايف العصفورة؟

Sunday, December 11, 2011

ريتويت

عالم التواصل الافتراضي طلع مش افتراضي... طلع حقيقي قوي.. أوقع من الواقع.. وممكن تصديقه أسهل بكتير من حاجات حقيقية في العالم "اللي مش افتراضي" حوالينا!

الدليل؟ إنه مستمر.. إنه عليه إقبال.. إن الناس ماتقدرش تعيش من غيره.. إن الناس بتتكلم عنه (مش بس بتستخدمه).. إن الناس بتتصاحب وتتخانق وتشتم وتتصالح وتوحش بعض وتنم وتبارك وتحذر وتنصح وتعمل كل حاجة..

سواء تويتر أو فيسبوك (الفيس على رأي البعض) أو جووجل بلس فكلهم بيجمعهم شوية حاجات مشتركة "بتشع" بالواقعية (بتشع قال!)..

مثلا: هوس ناس كتير بعدد الفولوورز أو الفريندز في العالم الافتراضي..

ياريت كده بس.. ده كمان هوس الناس بإنها تتريق على الناس اللي عندها الهوس ده.. لو لاحظنا هنلاقي إن تريقة الناس علي "الهوس بعدد الفولوورز" أكتر بكتير من كلام الناس على عدد الفولوورز!

تريقة الناس على المستخدمين الجدد.. صورة البيضة على تويتر اللي مش بتتغير.. صورة البدلة أو شط إسكندرية على فيسبوك..

الريتويت.. اللي يمكن من أكتر الحاجات اللي مستخدمي تويتر بيستخدموها.. وكل ما الريتويتس يزيدوا كل ما ده معناه إن كلامي مهم وله قيمة وناس ميأداني فيه.. وبيحبوا نفس المغني اللي باحبه.. ونفسهم يشتموا نفس المذيع اللي مش باطيقه! نفس الكلام بينطبق على فيسبوك وزرار لايك.. وفكرة إن لو واحد عادي كتب "أنا في إسكندرية" كام واحد يعمل لايك.. ولو حد مهم أو بنوتة شكلها حلو كتبت نفس الستاتس تلاقي عدد ال لايكس والكومنتس عدد مهول..

شوف كده لما الناس بتتقابل في العالم "اللي المفروض واقعي" على القهوة مثلا أو في الميدان أو أي مكان.. أهلا بيك.. أنا أشرف أندرسكور 103... آه أشرف.. إزيك! أنا شيمو كعب الغزال 3! كما لو إن حلم البشرية في إن كل واحد فينا يختار اسمه.. يختار هويته.. بيتحقق أهو..

في العالم العادي والافتراضي نفسنا يبقى عندنا أصحاب –أو فريندز.. ناس موافقة على أفكارنا و"بتريتويت".. شكل مقبول و"أفاتار" جذاب ومختلف.. "يوزرنيم" يعبر عن شخصياتنا..

العالم اللي المفروض افتراضي طلع مش! طلع حقيقي قوي.. طلع انعكاس (كلام كبير) للعالم اللي بنعيشه.. للميول اللي عندنا.. صورة من إحنا مين وعايشين ليه وبنعمل إيه..

العالم ده مش وحش.. العالم ده أكبر دليل على إن كل بني آدم مخلوق عشان "يحب ويتحب"..من ربنا.. من العيلة .. من أصحابه.. من الناس اللي ليها نفس فكره.. من بلده.. من شريك حياته..

أنا ماينفعش أستهون بعالم "شكله" افتراضي لكنه حقيقي بزيادة!

Friday, December 9, 2011

رحلة تواضعي

من أكتر الفضائل اللي بيُساء استخدامها من وجهة نظري: التواضع.. في نظر كتير مننا إن المتواضع هو اللي بيقول "أنا ماسواش".. أو "لأ صدقني.. ده ربنا هو اللي سترها معايا".. أو "لأ يا عم مش للدرجادي.. أنا غلبان".. مرات كتير بنشوف إن المتواضع هو اللي شايف نفسه أقل من غيره.. أو هو اللي باصص على ضعفه وقصوره.. أو هو اللي مش بيتكلم عن إنجازاته إطلاقا حتى لو اتسأل عنها.. أو هو اللي بيفكر نفسه طول الوقت إنه ماعندوش كل حاجة..

بيبان ده في ردودنا على الناس اللي بتمدحنا.. تلاقي الواحد بيحاول "يتفادى" إنه يسمع أي كلام مشجع.. وكل ما الواحد كان "متواضع" أكتر كل ما يحاول "ينفي" اي إنجازات أو "يشاور" على إنجازات غيره.. وحتى على بعض المستويات الأبسط نلاقي إننا ساعات نحاول "نتحاشى" إن حد يعمل فينا "جِميلة" بإننا نحاول نردها على طول..

فتلاقي مثلا محادثات زي: "حلو قوي فستانك" <ده انتي اللي فستانك يجنن>  وطبعا كده يبقى الاتنين خالصين! حتى فكرة إن حد يدفعلي مرة في المشاريب أو حد يجيبلي هدية.. إزاي ما أردهاش على طول؟ لازم.. ماهو مش معقول يبقى هو "أحسن" مني!

وزي فضائل كتير التواضع ممكن يكون مزيف.. شكله من برة تواضع وهو تكبر متنكر! المتواضع المزيف مش ماشي في الشارع بيقول "أنا متواضع" لكن تصرفاته بتقول كده!

التواضع مش إني أحس إني أقل من الناس أو إني أقل من اللي أنا واصله.. التواضع هو إني أعرف إنجازاتي واللي باعرف أعمله واللي أنا متميز وشاطر فيه.. وكمان أبقى فاكر إن قيمتي مش في ولا حاجة من الحاجات دي.. لكن إن قيمتي في الصورة اللي الله سبحانه خلقني عليها.. صورة لو أي حد فكر فيها بحيادية هيبقى منفوخ ومتكبر لولا بس إني بافكر نفسي إني ماليش أي يد أو مجهود في الصورة دي..

لو أقوللك إن لبسك شيك اتبسط.. لو رحبت بيك أو عزمتك على حاجة اشكرني واستمتع.. لو جبتلك هدية ماتضيعش وقتك وطاقتك في إنك تفكر إزاي تردها.. لو امتدحت جزء إيجابي في شخصيتك صدقني وافرح..

"رحلة تواضعي" أو "خطوة بخطوة نحو تواضع كتواضعي" هي عناوين كوميدية لكتب مش موجودة لكنها لسان حال متكبرين وش! 

"أنا ماستاهلش" أو "أنا أوحش واحد فيكم" هي عناوين مؤلمة لكتب موجودة وسطنا في ناس فاكرين إنه هو دة التواضع..

زي الأطفال في بساطتهم.. لما بتقولهم على حاجة حلوة فيهم أو حاجة كويسة عملوها.. بيصدقوا ويفرحوا.. أتمنى ترجعلي البساطة دي!