Tuesday, February 14, 2012

باموت فيك



كل سنة في نفس المعاد بتبدأ دعوات لمقاطعة الـ Valentine's Day سواء بجد لفكرة إنه "عادة مُقحَمة من الغرب" أو "مش متماشي مع التقاليد" أو بهزار لفكرة المصاريف والهدايا والدباديب (سواء من النوع المحلي أو الدبدوب الدولي المحرض والممول!) والورد والكروت والتيليفونات..

والسنة دي ما حدش قطع العادة الحقيقة.. معظمنا إن ماكانش كلنا هيكون شاف على الأقل هاشتاج أو صورة أو ستاتس أو تعليق بيتريق على اليوم من زاوية معينة..

الظروف السنادي مختلفة شويتين لناس كتير.. البعض شايف إن المناسبة وقتها غريب وسط الألم والحزن اللي بتمر بيه أسر كتير.. وسط اللخبطة والحيرة اللي عائلات كتير حاسّاها سواء لأنهم مش عارفين أولادهم-أجوازهم فين.. أو بسبب إنها عارفين إنهم مش هيقدروا يشوفوهم تاني!

ناس ربطت بين الورد اللي بيتقدم في عيد الحب والورد اللي بيتحط على قبور شباب برئ رحل بدري.. لون أحمر في شرايط لف هدايا ..ودم في إيدين مسئولين كتير لسّة مش بيتحاسبوا لحد دلوقت..

ناس كتير شايفين إن "الحب" و"الموت" مايجوش مع بعض.. مايتحطوش في جملة واحدة.. مايعبروش عن حاجة واحدة..

طب ليه بنقول: أنا بموت فيك (يعني باحبك قوي)؟.. ليه بنقول: باحبك موت (يعني برضه بحبك قوي)؟

أسطورة كانت بتحكي عن اتنين بيحبوا بعض ولأن البنت كانت عايزة تتأكد من محبة الولد سألته لو مستعد إنه يموت عشانها.. الولد أعلن استعداده.. وطلعوا مع بعض فوق جبل عالي .. ولما وصلوا للقمة الولد قالها : ياللا زُقيني!

مين حواليك مستعد إنه يموت عشانك؟ إنت ممكن تموت عشان مين؟

يمكن لو إنت أو إنتي زوج أو زوجة أو أب أو أم تكون الإجابة عن السؤال سهلة... بنسمع أمهاتنا وهم بيقولوا من قلبهم قد إيه مستعدين يدّونا عينيهم – بجد- المهم يشوفونا سعدا.. والغريب إنهم عارفين إنهم لو إدونا عينيهم مش هيعرفوا "يشوفونا" أصلا

في حياتي وحياتك فيه حد مات عشانا.. فيه ناس مستعدة تموت عشانا.. وشفناهم حوالينا في أماكن كتيرة.. بيموتوا وغيرهم بيعيشوا.. بيضحوا بحياتهم عشان "بيحبوا" البلد..

لو مش كده.. اتمنالك تلاقي الشخص ده.. اللي يكون مستعد يموت عشانك.. وتكون مستعد تموت عشانه..

عيد الحب مش كله أغاني وشوكولاتة ودباديب وورد..

مافيش حب أعظم من إن حد يضحي بحياته عشان حد بيحبه..
Happy Valentine's

Monday, February 13, 2012

يا خسارة

إحساس "الفقد" من أسخف الأحاسيس اللي ممكن نمر بيها.. بقالي أكتر من أسبوع مش لاقي النضارة بتاعتي.. وبجد عمري ماكنت أتخيل إن الموضوع ممكن يبقى بالسخافة دي..

نظري مش ضعيف قوي.. لكن بأبقى طبعا محتاج النضارة.. آه قادر أمشّي حالي وأقرا وكل حاجة.. لكن كل ما أحس إني مش لاقي النضارة أتغاظ قوي..

اللي يغيظ قوي إني عارف إن النضارة هنا في البيت.. قلبت عليها الدنيا.. كلمت المطعم اللي اتعشينا فيه (يوم ما اكتشفت إن النضارة ضاعت) وقالوا مالاقوش حاجة.. (الظريف إني كلمت المطعم يومين ورا بعض.. نظام "معلش كده بص كويس يمكن تلاقيها"!)

طبعا ولأني بدأت الماجستير قريب بقيت أروح المحاضرات أقعد قدام!.. بالعافية باقاوم إغراء إني ألزق في التيليفزيون عشان أشوف كويس.. ولغاية ما أعمل نضارة جديدة كل ما أروح في حتة في البيت أفضل كده أدوّر يمكن ألاقيها!

والفقد والحرمان على الرغم من إنهم قريبين من بعض لكن إحساسنا بالفقد في معظم المرات بيبقى أشد ومؤلم أكتر.. الزوجة اللي ماخلفتش ماعندهاش نفس مرارة وألم الأم اللي ابنها مات أو اتخطف.. واللي فقد عين من عينيه غير اللي اتولد نظره ضعيف أو بعين واحدة..

فقداننا لأحد الاختيارات في حياتنا بيسببلنا توتر وألم.. حتى لو الاختيار ده مش مستخدم أو مش أهم اختيار..

ولو فيه فرق شوية بين الرجالة والستات في الموضوع ده تلاقي إن الرجالة مهم عندنا يكون فيه اختيارات options في حين إن الستات أشطر شوية في فكرة استغلال المتاح واستخدام الموجود.. المتجوزين جديد تلاقي الراجل عايز يجيب أوضة للعيال بحيث إنها تكفي 8 عيال (احتياطي! أو لو أليط بقى وبيستخدم إنجليش لانجويدج: Just in case!) في حين إن الزوجة ممكن تكون مبسوطة وهي بتحاول تفكر إزاي نستغل المساحة الصغيرة دي في إننا نقفلها دولاب أو نحط كومودينو (أو nightstand بقى بما إن الأليط لازم ياخد واحدة أليطة!)

سفر الأصحاب.. أو وفاة القرايب.. أو انشغال الناس القريبين عنا بيحسسنا بالفقد أو بالخسارة.. بنحس إنه: ياااه.. مش هنقرا تاني تعليقات كوميدية من جلال عامر!.. يا خسارة.. مش هنسمع ويتني هيوستين بتغني تاني!.. مش هشوف صاحبي اللي هاجر! مش هسمع كتير صوت بنتي اللي اتجوزت وسافرت!

الحياة بتستمر.. وبنفضل في القطر ده اللي فيه ناس بتنزل قبلنا.. حاجات بتضيع.. ناس بتمشي.. والحياة بتكمل بينا.. مش دايما ده معناه إننا أحسن أو أوحش..

الاختيار عندي..
الاختيار إني أسترجع ذكريات حلوة مع صديق.. أو أفتكر مواقف جميلة مع حد مات.. أو إني أعيش باقي العمر حزين ورافض التعزية..

زي مافيه ناس "رفضت" أخبار موت مطربها أو مطربتها المفضلين فيه ناس بدأت تجمع كل أغانيهم وترجع تسمعهم كلهم..

مش طول الوقت هيبقى عندي كل الاختيارات.. لكن معظم الوقت أنا عندي اختيار أساسي في توجهي ناحية اللي فاقده أو مفتقده..


لسّة طبعا مالاقيتش النضارة.. (متغاظ قوي!)
لكن متأكد إني هلاقيها طبعا.....أول ما أعمل واحدة جديدة!