Friday, March 23, 2012

مش زُرار


من أربع خمس أيام مرت مصر بحدث كبير أثر على ناس كتير بطرق مختلفة.. ولأول مرة خلال شهور يكون فيه مشاعر مختلطة من حزن وخوف.. غضب.. شماتة.. قلق.. إحساس بإنه عادي.. ولو سألنا 10 أشخاص يمكن نسمع عشر مشاعر مختلفة وانطباعات عند كل واحد كأننا شايفين حدث مختلف...مع إن اللي مات شخص واحد معروف!
  
وبدأت أحاديث كتير وكلام مختلف على فكرة المحبة.. وإننا لازم نحب بعض.. وإن فيه "وصايا واضحة" وإلي آخره من الكلام اللي أغلبنا عارفه كويس قوي وبيردده..لكن صعب يعيشه..

هتلاقي اللي بيقول "السيد المسيح قال أحبوا أعداءكم" وهتلاقي اللي بيقول "الرسول صلى الله عليه وسلّم توقف لجنازة يهودي باعتبار إن اللي مات نفس تستحق الاحترام"...
وهتلاقي كلام يبان إنه "تعاليم" ومش بس كده لكن تعاليم "سامية" و"راقية" أعلى من مستوى البشر.. 

لكن اللي شايفه إن الكلام ده مش "تعاليم"  على الرغم من إنه في منتهى السمو..
الكلام ده زي بالظبط الفرق بين "الوصفة" و"الوصف".. في الوصفة أنا باقوللك تعمل إيه ولو عملته تبقى كويس.. في الوصف أنا بأقولك الكويس بيعمل إيه!

دايما بافتكر تعبير لصديق ليّ بيقول إنه لما بنقول "حبيبك يبلعلك الزلط" مش معناها إني ينفع أروح لواحدة عايزها تحبني وأقولها: لو سمحتي بعد إذنك.. ممكن تبلعيلي الكام زلطة دول؟!  :)  أكيد لأ.. لكن لو حد باحبه فعلا بيبقى هاين عليّ أروح أقوله: على فكرة أنا باموت فيك.. مافيش عندك أي زلط أبلعهولك؟! :)

في الأحداث اللي فاتت اللي كان ملحوظ كان شبه "إنت لازم تحبني غصب عنك.. فيه وصية بتقول كده" .. أو "يابني أنا تعاليمي بتقوللي إني لازم أقبلك" فبنلاقي كل التوجه هو توجه إني هاعصر على نفسي لمونة "واحبك بقى وخلاص"!

أو على أفضل الأحوال جمل زي "خلينا إحنا الأحسن ونوريهم إننا بنحب بجد" وتحس إن الجملة محتاجة كمالة على غرار "الكلاب دول"!.. أو "مايصحش كده يا جماعة.. يقولوا إيه على تعاليمنا؟ على الرغم إن اللي مات ده ابن ستين في سبعين وياللا أهو غار في داهية لكن برضه لازم نراعي مشاعرهم"!

المحبة مش يعني إني "أطيقك" و"أستحملك" و"أهو هنعمل إيه".. و"نسيج واحد"

المحبة مش محتاجة "مبرر" و"قانون" و"نص" من الإنجيل أو القرآن..

مافيش "زرار" أدوس عليه أعرف أحبك.. ولو جبتلي ألف نَص مقدّس هبقى بقول كلام إني باحبك لكن جوايا أنا جازز على سناني!


"أحبوا أعداءكم" مش زرار.. "أحبوا أعداءكم" هي ببساطة "وصف" للإمكانية الضخمة اللي فيها ممكن أوصل لهذا السمو اللي يفوق البشر.. اللي فيه أبقى قريب من ربنا سبحانه لدرجة أبقى "مش قادر" أكرهك حتى لو حاولت..

دعوة التعاليم السامية دي هي مش دعوة لحاجات نعملها.. هي دعوة "لوضع عظيم" من قُرب خاص لربنا يخلليني "لوحدي" "مش عارف" غير إني أحب..


الأب والأم مش بيحبوا عيالهم لمجرد إن  محبة عيالهم "منطقية" و"هي دي الأصول" و"ثقافتنا بتعلمنا كده".. الأب والأم بيحبوا عيالهم من غير مايقدروا يفكروا حتى إنهم بيحبوهم زيادة

الأب اللي بيوطي على الأرض ويخللي ابنه الصغير يتشعبط على ضهره لمجرد إن الولد يبتسم هو نفس الشخص اللي قبل مايخلّف كان شايف الحكاية دي "عبط" و"دلع سخيف" لكن من محبته التلقائية لابنه "بيتلكك" عشان يلاقي أسباب تخللي شكل اللي بيعمله منطقي!

اللي بيتعامل مع أطفاله مش بيتعامل بالمنطق.. مش هيقول لابنه اللي عنده 4 سنين "مافيش حاجة اسمها أبو رجل مسلوخة.. إنت إزاي يابني عبيط كده!" لكن ببساطة باحط نفسي مكان الطفل أبو 4 سنين وباكتشف إن تحدي "ابو رجل مسلوخة" هو التحدي الراهن في المرحلة دي! "العولمة" و"ذوبان الثقافات" وكل الكلام "الصح!" هييجي بعدين..

إني أفهم إن المراية مهمة لمراتي هيخليني أقدر الوقت اللي بتقضيه قدامها.. لو "السلام عليكم" هتبسطك أكتر من "صباح الخير" ماقولهالكش ليه؟ لو أنا عارف إن بالنسبالك دة أحسن سلام ليه ما أقدملكش أحسن سلام؟ مش أنا يا أخي باقدمهولك إنت؟

لو بتهنيني بعيد الأضحى أو بعيد القيامة هل ده دليل إنك مؤمن بيهم؟ ولّا نِفسك يا أخي تتلكّك عشان تبسطني وناكل حاجة مع بعض ونخرج نتفسح؟


لما بيتفتح موضوع المسيحيين والمسلمين.. والمحبة.. وقبول الآخر.. وكل "الكلام" ده.. مش بييجي في بالي "أنا لازم أحبه.. فيه آية بتقول كده"!

بييجي في بالي هاني وكريم وشادي وجو وشريف وإميل وإسلام.. أندرو ومايكل وأحمد ولاري ونادر ومصطفى وعمرو (أنا متأكد إن أصحابي قوي هيكملوا ويقولوا "وأشرف إبراهيم")..
ده اللي بييجي في بالي.. وجدع؟ اقنعني ماحبهمش!

حبي ليهم مش فضل باقدمهلهم.. ده استمتاع مستمر ليّ.. وعشان كده فيه ناس بتتلكك عشان تثبت من نصوص إنه "ينفع" أحب غيري..

عشان أحب نفسي وأقبلني وعشان أحب غيري وأستمتع بالمحبة دي أنا دايما محتاج أبقى أقرب ما يمكن من مصدر المحبة.. الله الودود.. الله المحبة.. الله سبحانه مليان محبة وود.. الله من الأزل ودود.. من قبل ما يخلق الإنسان.. الله جواه محبة أصيلة..و يا بخت اللي يقرب منه.. هتلاقيه بيحبب فيه خلقه.. وكمان "يحببه" في خلقه..

مش زرار أدوس عليه أعرف أحب! لكن قُرب حقيقي من مصدر الحب هو اللي ممكن يخلليني "أطنش" الفيديوهات اللي بترد على بعض وأكلم محمود وريمون ومهند وتوني وبيتر وأشوف اللي فاضي فيهم نخرج! :)

Monday, March 19, 2012

الأم المثالية

عيد الأم على الأبواب.. مصر بتحتفل بيه يوم 21 مارس من كل سنة مع عيد الربيع.. أوروبا بتحتفل باليوم في تاريخ قريب لكن دايما بيكون يوم حد وبيسموه Mothering Sunday وبيحسبوه رابع حد من الصيام اللي قبل عيد القيامة.. النهاردة كان الاحتفال بعيد الأم في أوروبا..

وفي وقت الاحتفال بعيد الأم ساعات كتير بتبقى فيه مشاعرمختلطة.. معظمها فرح وإحساس بامتنان.. لكن بعضها ألم وفراق.. ندم ساعات.. وحدة ساعات..

وبنبدأ نسمع عن مراسم اختيار "الأم المثالية" ولأننا بنسمع قصص كتير مؤثرة.. مش كتير بنفكر في منطقية الاختيارات.. يعني عادة الأم المثالية لازم تكون اتبهدلت وتعبت واشتغلت... جوزها مات ومارضيتش تتجوز تاني (قال يعني عيب) عشان تربي العيال.. وكبرتهم وبقوا بيشتغلوا شغلانات "محترمة".. ومرات نلاحظ إن فرص الفوز باللقب تتناسب طرديا مع عدد الأطفال..

لغاية ما أمي نفسها لفتت نظري زمان قوي لفكرة إن الأم المثالية هي "كل أم".. كل أم تعبت.. كل أم سهرت.. كل أم ضحت عشان عيالها يكبروا ويبقوا أحسن ناس.. كل أم فضّلت عيالها على نفسها.. أمهات كتير عملوا كده.. مش بس العشر سيدات اللي كرموهم بلقب الأم المثالية..

أمهاتنا هم أول ناس شافونا من غير شهادات.. من قبل ما نعرف نتكلم.. من قبل ما نعرف نفكر.. من قبل ما نتعلم الذوق والأخلاق.. وقبلونا زي ماحنا.. صدقوا فينا.. شافوا في "الكام كيلو لحمة" دول: شاب هيكبر ويكون حاجة.. بنت هيكون ليها مستقبل.. شافوا وصدقوا إن عطية ربنا دي "كاملة" حتى لو شكلها "مجرد طفل بيعيط طول الوقت"..

من يومين بنت أختي فرجتني على فيديو أكتر من رائع لمتسابق في برنامج The X Factor في أستراليا.. البرنامج بيعملوا فيه مسابقة لاختيار أفضل صوت من بين آلاف المتقدمين.. بص على الفيديو وكمل قراية.. الفيديو بالإنجليزي لكن ممكن تشغل ترجمة بأي لغة من زرار CC على اليمين تحت..



مش قادر ماشوفش في الفيديو ده "أمومة" واضحة! مش قادر ماشوفش واحدة ست "صدقت" إن ممكن الطفل ده يكون حاجة كبيرة..

أنا وإنت "اتصدقنا"!.. اتحط فينا وعلينا أمل كبير.. "اتشافنا" ننفع.. اتشافنا لينا مستقبل.. لينا قيمة.. مع كل كلمة تشجيع وحضن أخدناه من أمهاتنا اتملينا رجاء وأمل.. اتنقل لينا حب الله سبحانه مع كل كلمة كويسة وتحفيز.. مع كل إشارة فخر ومحبة..

قد إيه حكمة ربنا في وجود أمهاتنا! قد إيه عظيم ومبدع التخطيط اللي فيه الله يقرر إنه يقدملنا المحبة غير المشروطة من خلال أم تصبر وتشجع وتعلّم.. وتحلم إننا نكون أحسن ناس.. و"تتفشخر" بينا في كل حتة حتى لو قيمتنا قليلة! وحتى لو مافيش واحدة بس نقدر نقول إنها أم مثالية.. لكن نقدر نقول إن الأمومة مثالية

ماما.. كل سنة وانتي طيبة.. فخور بيكي..

ولكل أم.. شكرا إنك كنت أداة واضحة في توصيل حب الله للبشر..

ولكل بنت ولكل سيدة: يا بختكم.. الله اختاركم تعبّروا ولو عن جزء صغير من حبه وحنانه وعطاياه للبشر..

ولينا احنا الرجالة.. مش شرط نكون ستات عشان نعرف "نصدق ونشجع ونشوف في الآخرين حاجة ليها قيمة"..

Wednesday, March 14, 2012

مقلوبة

الصورة دي من الصور اللي سهل قوي إنها تسبب لخبطة أو عدم راحة لمعظم اللي بيشوفوها لأول مرة.. معظم اللي بيشوف الخريطة دي بياخد وقت عشان يستوعبها.. في الأول ناس كتير بتحاول "تعدل" الخريطة.. ناس تاني بتلاقي إن البيانات بتاعة الخريطة مكتوبة بطريقة مقروءة يعني الخريطة مش مقلوبة لكن يمكن الخريطة نفسها "غلط".. وناس قليلة ممكن تقبل فكرة إن علاقات القارات والبحار والدول على الخريطة "مظبوطة" زي الخرايط المتعارف عليها لكن الشمال والجنوب مش معمولين زي "المتوقع" اللي هو الشمال "فوق" والجنوب تحت!

الخريطة دي اسمها "reversed map" أو الخريطة المعكوسة وفيها الشمال موجود تحت مع الاحتفاظ بكل النسب والأبعاد والعلاقات زي ما هي..

والصورة دي من وجهة نظري هي أبلغ وأسرع تعبير عن فكرة إن كل واحد فينا بيشوف "العالم بتاعه" من منظور مختلف.. "فوق" و"تحت" مختلف.. "مهم" و"أقل أهمية".. "عادي" و"مستحيل".. "عميق" و"تافه" مختلف..


طبعا من اللي بيتقال على الخرايط "المعتادة" هي إن فيها بعض الانحياز للنص "الشَمالي" من الكورة الأرضية وفيها النص ده بيظهر إنه "فوق" .. إنه "أعلى".. على الرغم إن آخر مرة شفت فيه "كورة" مستحيل تحدد فين فوق وتحت ويمين وشمال! أي حتة في الكورة "ينفع" تبقى فوق!

من ضمن الحاجات المثيرة إن الصورة المشهورة اللي اتاخدت للأرض من على أبوللو 17 (اسمها Blue Marble) كانت "مقلوبة" بمقاييس الخريطة العادية.. يعني كان الجنوب هو اللي فوق.. وجزيرة مدغشقر على الشِمال سنّة من المركز.. وأفريقيا على اليمين.. لكن عملوا إيه؟ "قلبوا" الصورة عشان تتماشى مع المنظر "المعتاد"



النهاردة وإحنا بنختبر تعقيد في حياة كل إنسان.. بنختبر "عالم" مختلف لكل بني آدم.. "خريطة" مختلفة فيها "فوق وتحت" غير "فوق وتحت" اللي أنا "فاكر" إنه المظبوط والوحيد..

في الغالب أنا وانت شايفين خريطتين.. خريطتين في المعتقدات الدينية والأخلاق.. الأولويات.. مين ينفع رئيس.. إيه "المفروض" وإيه "مستحب".. إيه "الأصول" وإيه "يبقى كويس"!

ويا إما أحاول طول الوقت إني "أعدل خريطتك" أو أدي مساحة من وقتي وتفكيري وتركيزي إني "أبص معاك" عليها..


خريطتي ماترسمتش في يوم وليلة.. شكّلها تعليمي وتربيتي.. كوّنها معتقدي الديني ونظرتي في الحياة وربنا.. خلفيتي الثقافيه وتاريخ بلدي.. ظروفي الصحية ومكان سكني.. إمكانياتي ومواهبي وميولي الفنية..


لو فكرت كويس مش هيفرق معايا مصر وليبيا مين فيهم يمين وشمال.. لكن يفرق جدا إني أسمعك وأحاول أشوف بعينيك إنت شايف الدنيا إزاي..

Monday, March 12, 2012

عايش

إمبارح استمتعت استمتاع فوق العادي.. رحت زيارة لكامبريدج واتبسطت قوي..مدينة مختلفة عن أي حتة تاني.. بتجمع بين جمال وعراقة زمان وتقدم ونظام دلوقت.. اليوم كان أكتر من رائع.. المباني والشوارع وأماكن الدراسة.. الطبيعة والعجل اللي في كل حتة والناس.. كل حاجة رائعة..

لفت نظري في مكان في وسط البلد زي خريطة موجودة في ميدان أو صينية صغيرة كده وعليها رسم للأماكن المهمة في البلد.. أماكن ممكن تجتذب سياح أو زوار للبلد.. لكن اللي لفت نظري إن البيانات المكتوبة على الخريطة فيها كمان كتابة بطريقة "برايل" اللي بتساعد المكفوفين إنهم يقروا..

ماكانتش أول مرة أشوف حاجة مكتوبة بالطريقة دي.. لكن عادة الحاجات المكتوبة بطريقة برايل بتبقى "إرشادية" أكتر.. يعني مثلا في الأسانسيرات أو أرقام المكاتب في المؤسسات الكبيرة وهكذا..

لكن إن طريقة برايل تُستخدم في أماكن للفسحة أو أماكن للاستمتاع! إزاي؟

إنت عايز تقوللي إن الكفيف هييجي عشان يلف في البلد ويقضي وقت؟ عايز تفهمني إنه هيرتب يوم أجازته إنه ينزل "يتفسح"؟ مش ناقص غير إنه يركب مركب عشان "يتفرج" على المناظر الطبيعية!

نظرتنا للمكفوف عاملة إزاي؟ هل باشوف المكفوف على إنه واحد من حقه الحياة؟من حقه يعيش؟ ولّا من حقه حاجة أكتر شوية؟ من حقه "يستمتع" بالحياة..؟ من حقه "يتبسط"؟.. مش بس من حقه إنه "نحميه" عشان "ما يتخبطش".. أو بس من حقه يعرف يوصل المشوار اللي "محتاج" يوصله..؟

مصيبة.. في حياتنا فيه ناس ممكن نحطهم في خانة اسمها "ماهم عايشين أهم".. وكل اللي نحاول نعمله هو إننا نوفر لهم سبل "الحياة" بحيث يكونوا بيعانوا أقل قدر من المعاناة.. على الرغم إنه مش ده اللي بنختاره لنفسنا.. أنا باختار لنفسي إني أعيش وأتبسط وأفرح وأشعر بقيمة.. مش مجرد أتنفس لحد ما أموت!

بعض المجتمعات بتحاول تخرج من الحكاية دي.. المجتمعات دي بتبص على المسنين والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة على إنهم بني آدمين كاملين! من حقهم يعيشوا الحياة "للآخر"..

يا ترى إحنا بنبص إزاي؟ بنبص إزاي على أمهاتنا مثلا؟ على جدك وجدتك؟ على حد فقد إيد أو رجل؟ على حد مش لاقي شغل أو سكن؟ يا ترى ممكن أتخيل إن جدي نفسه يسافر يتفسح؟ هل مسموح إن جدتي يبقى نفسها تشتري لبس جديد؟ إن جاري الأعمى عايز يروح يتعشى في مطعم فاتح جديد؟

أنا وانت وشباب كتير علينا مسئولية.. ولو فضلنا بنشجع التوجه بتاع "أهو حسن الختام".. "هو أنا هاخد زمني وزمن غيري؟".. "أهو رسالة وبنأديها.." هنوصل لمرحلة نتحرم فيها عند سن معين أو مرحلة معينة أو تحدي معين.. من إننا نعيش عيشة "للآخر"..

ربنا سبحانه لما خلق الكون خلق كل حاجة بهدف استخدام كل الـ potential اللي فيها.. كل الإمكانيات.. ماخلقش حاجة لمجرد إنها "تؤدي" دورها وخلاص.. "الاستمتاع" هو جزء واضح جدا في غرض الله سبحانه لخلقي وخلقك..

ماتحرمنيش من إني أستمتع.. أو على الأقل أحاول أستمتع.. ماتقتلش فيّ حاجة الله هو اللي حطها جوايا..

 
والدينا وإخوتنا الصغيرين.. عيالنا "المفاعيص" .. أصحابنا اللي عندهم أي نوع من التحدي أو الإعاقة من حقهم "يفرحوا" مش بس ياكلوا وحد يعديهم الشارع.. من حقهم يرجعوا يتبسطوا تاني..



أتمنى أقدر أروح كامبريدج  مرة تانية قريب.. عشان أتبسط تاني  :)





Friday, March 9, 2012

اللحظة المناسبة

فكرة إن الواحد يكتب شوية خواطر أو أفكار أو مقالات بتختلف من حد للتاني زي أي حاجة في الدنيا.. وزي ما فيه دوافع بتشجع وتزق الواحد إنه يكتب عن حاجة معينة (زي مثلا موقف يكون اتعرض ليه أو شعور قوي حس بيه وقرر إنه يشارك بيه ناس تاني) إلا إن فيه "دوافع" بتخلي الواحد مايكتبش.. أقصد كلمة دوافع.. لأنها مش حاجات "بتعطل" أو "تمنع" إن الواحد يكتب على قد ماهي حاجات "بتزقني" إني "أستنى".. بتدفعني إني "ما أكتبش"!

البوست ده هو البوست رقم 100 من ساعة ما بدأت أكتب في البلوج ده من حوالي 8 شهور ونص.. رقم 100.. بالنسبة لي رقم 100 المفروض يبقى رقم مميز (ليه؟ مش عارف!).. والإحساس العام عندي إنه "أكيد ما ينفعش أكتب حاجة أي كلام في البوست رقم 100".. لدرجة إني قلت خلاص "هفوّت" رقم 100 وأكمل من 101!

اللحظة المناسبة.. الوقت المناسب.. السن المناسب.. اليوم المثالي.. الساعة الأحسن.. الشهر الملائم.. كلها تسميات حاولنا بيها نضيف "جودة" خاصة لحاجات –من وجهة نظري- ما فيهاش أي تميّز!

مثال؟ حاجات كتير.. هبتدي أذاكر الساعة 9.. ماهو أكيد يعني مش هينفع أبدأ دلوقت.. ليه؟ أصلها 8:28 ومافيش حد بيبتدي يذاكر في الوقت ده.. لازم يبقى رقم مقفول! والظريف إن لما أبص في الساعة ألاقيها 9:02.. أقول أُف! فاتت 9!.. خلاص معلش هبدأ "وربع"!

هعمل ريجيم أول ما آخد الوظيفة.. هعمل رياضة من يوم 1 في الشهر.. من أول يناير هبطل سجاير.. هجيب حاجة حلوة لأمي في عيد الأم... هتعلم السواقة لما أكمل 25... وغيرها من "القرارات" أو "أمنيات لقرارات" جميلة وحلوة.. لكن "مستنية" اللحظة المناسبة..

وإيه المشكلة؟ المشكلة إن اللحظة المناسبة هي مناسبة "من غير أي منطق".. أول يناير هو هو نص ديسمبر.. 8:28 ماتفرقش اي حاجة عن 9:00 غير بس في إن "شكل" الأصفار ألطف!

حاجات كتير في حياتي لحظتها المناسبة هي لحظة التفكير فيها.. الوقت اللي فيه باعرف إني محتاج أدرس لغة معينة هي اللحظة المناسبة إني أسأل عن تفاصيل الدراسة.. المناقشة اللي فيها باقتنع إني محتاج أبطل سجاير غالبا بتكون أكتر فرصة مواتية (حلوة مواتية دي) إني آخد إجراء بجد..

كفاياني مستني كتير لحظات مناسبة "شكلها" أنسب أو أوقع أو ملائمة في حين إني أنا اللي "باصنع" اللحظات اللي بتغير وتشكل حياتي..

عادات محتاج أبطلها.. كتب عايز أقراها.. زيارات محتاج أعملها.. كلمة كويسة عايز أقولها.. مش شرط أستنى لأول يناير أو عيد ميلادك أو لما الساعة تدق 9!

والبوست رقم 100 زيه زي أي بوست تاني! مش محتاج لا كلام أعمق ولا فكرة عبقرية ولا بُعد ماحصلش! اللحظات المناسبة أنا وانت اللي بنصنعها..ونقدر مرات كتير نصنعها "دلوقتي"!

Friday, March 2, 2012

وجدتها

أخيرا لقيت نضارتي اللي كانت ضايعة! دلوقت بس أقدر أفهم إحساس "وجدتها.. وجدتها" اللي بيتكلم عنه العلما والفنانين.. الرسامين والمصورين.. الناس اللي بيقربوا من ربنا بشكل خاص.. الناس اللي بيلاقوا استنارة في فكرة.. في تناول جديد لموضوع معتاد وهكذا..

كنت متأكد إني بمجرد ما أعمل نضارة جديدة بدل اللي ضاعت هلاقي القديمة.. وأهو مش مشكلة تبقى فيه نضارة احتياطي.. وأهو المرة الجاية لو نضارة فيهم ضاعت أقدر على الأقل وأنا بأدور عليها أبقى شايف!!

مش دي القصة كاملة.. آدي شكل النضارة لما لقيتها..
 
مش كتير في حياتي باقدر أحس بالفرح والغضب في نفس الوقت.. في مجموعات التعافي من الإدمان أو السلوكيات غير المرغوبة أو الاكتئاب بيبقى فيه مرحلة في بداية ونهاية كل مجموعة فيها كل واحد يقول حاسس بإيه في اللحظة دي.. ومسموح جدا بمشاعر "شكلها" عكس بعض.. زي مثلا مبسوط وقلقان.. أو متطمن وحزين.. لكن فكرة إني أكون فرحان قوي ومتغاظ قوي في نفس الوقت ماكنتش جربت أحس بيها لغاية مالقيت النضارة..

الغيظ مفهوم.. النضارة موجودة كلها.. لكن في مرحلة ما قبل التجميع.. في مرحلة كل عنصر فيها شاعر بشخصية متفردة.. independence يحسدوا كلهم عليه.. العدسات.. الدراعات.. كمان العدسات مش متكسرة.. لكن ساعات لو العدسات اتكسرت بيبقى وضع أقل "غيظا" من الحالة اللي في الصورة..

لكن حالة الفرح كمان مبررة جدا.. فكرة إني كنت بس هموت وأعرف هي راحت فين.. أنا متأكد إني مانسيتهاش في أي حتة! دايما باسيبها في نفس المكان قبل ما انام.. "الغموض" اللي بيحيط (حلوة بيحيط دي.. ما هو لازم "يحيط" مع "الغموض") بالحكاية كلها كان مضايقني قوي..

لحظات "وجدتها" مش دايما لحظات فيها أبواب أمل وخير وتقدم طبي ونظريات الطفو والجاذبية.. لحظات وجدتها مش دايما فيها نتايج كشف طبي وفيها كل حاجة كويسة.. لحظات وجدتها مش دايما فيها "إعفا" أو "وافقولي على الفيزا" أو "مضالي على الأجازة" أو "قبلوني في الوظيفة"..

مرات كتير "وجدتها" بتبقى "باب بيتقفل" عشان أنسى الجزئية دي وأدور على باب تاني.. علاقة "بتفشل" عشان ما أحطش عليها آمال وطموحات تاني.. "مرشح معين بيخرج من السبق" وعليّ إني أشوف غيره..

الباب الموارب ساعات كتير بيبقى مستفز.. محير..

لو فيه باب "ناوي يتقفل"في حياتي أتمنى إني أقدر "أتغاظ" كويس.. لكن "أتبسط" إني على الأقل عارف راسي من رجليّ.. وبعد ما أتغاظ شوية أدور على باب تاني.. بدل ما نص طاقتي كانت في أمل في باب موارب هيجيله يوم يتقفل..

هاستلم النضارة الجديدة يوم الخميس.. :)