Friday, June 27, 2014

الأمل موجود في نجمة


من العلامات اللي بعضنا بيستخدمها في الكتابة علامة ال asterisk اللي هي *. أحد الاستخدامات بتاعة النجمة دي هي لما بنكتب حاجة غلط في الchat أو في رسالة على التيليفون وبنحاول نصححها. فمثلا بنكتب: 

أنا هتأخرر شوية. 
هتأخر*

استخدام تاني ليها في الكتابة بنشوفه في كتب كتيرة لما الكاتب يحب يضيف تعليق (ممكن مايكونش مهم قوي في صلب الموضوع لكن بيوضّح حاجة للقارئ) فيكتب الجملة وبعدها النجمة دي، وفي آخر الصفحة يكتب footnote فيها المعلومة الإضافية أو ساعات المرجع اللي جايب منه المعلومة أو حاجة زيادة.

لو الموضوع ده اُستخدم في حاجة مش رسمية أو في أغنية مثلا، أتوقع إن الأغنية الوحيدة اللي بتيجي في بالي ليها علاقة بالموضوع ده هي أغنية إيهاب توفيق:
 وخاصمني النوم* 
*يعني بأنام تخاطيف

لكن إن الموضوع يوصل إن التعليق أو الإضافة يكون معناه عكس الكلمة تماماً، أهو هو ده الغريب! الصورة دي عنوانها: منشور جدول انقطاعات المياة بالقاهرة الجديدة، إلخ وطبعاً لطيفة قوي جملة "لحين الانتهاء من المحطة الجديدة الغير معلوم موعد تسليمها".

"أهو كتّر خيرهم. بيقولوا للناس إمتى المية بتقطع".. ماشي.. كتر خيرهم!.. لكن بص على الجدول. جدول أنتيكة! لأ ومرسوم ساعات قال وخطوط.. وحالة المياة.. أخبارها إيه المياة صحيح؟ والحتة دي في الجدول بيقولك حالة المياة يا إما: متواجدة أو غير متواجدة. منظم قوي! وكل ده لازال في إطار "كتر خيرهم". لكن كله كوم والfootnote كوم تاني.. وهنا مُصمِّم المنشور بيقدم تعريف لكلمة "متواجدة" علشان مايكونش فيه أي لغط يعني.. عشان كله يكون على نور.. وهنا تعريف متواجدة أهو.. لأ ونجمتين: **متواجدة: تعني ضعيفة لمن ليس عنده متور مياة / منقطعة للأحياء البعيدة مثل الثالث

حلو قوي إن اللغة بتتجدد، وجميل إن التجدد يوصل لإن الكلمة ممكن يتحول معناها للعكس تماماً.. زي كلمة "بشع" اللي ممكن يكون معناها رائع، وكلمة "جاحد" يعني فوق الهايل.. وغالباً القاموس الشعبي أهو بيزيد وبتنضم ليه كلمة "متواجدة" اللي الظاهر ممكن يكون معناها منقطعة (وجايز ده معناها بس للأحياء البعيدة مثل الثالث!)

لازلت مصدق إننا نقدر نتغير.. ولازلت محتفظ بتفاؤلي وعارف ومتأكد إن الأمل متواجد*
*متواجد: يعني ضعيف / منقطع!

Monday, June 2, 2014

فركة كعب


أخيراً بقى فيه مصدر نستخدمه كدليل إنها "فركة كعب" مش "فردة كعب".. وأنا صغير كنت فاكر إنها فردة كعب.. على اعتبار أنك تفرد مشط رجلك مرة واحدة (فردة يعني) تكون وصلت.. وما كنتش مقتنع هي ممكن تكون "فركة" ليه.. المهم يعني.. الموضوع أكبر مننا وخلاص بقت الجملة المظبوطة فركة كعب بناء على أغنية الجسمي بشرة خير..

لفت نظري شوية حاجات في الأغنية وفي الحاجات اللي حوالين الأغنية دي.. لكن بمناسبة "الكعوب"، افتكرت قصة "كعب أخيل" ولقيت شوية تشابهات مع الأغنية ومع بعض الحاجات اللي حصلت مع الأغنية..

أخيل، في القصة الأسطورية، كان اسم طفل اتولد وتنبأوله أنه هايموت صغير.. عشان كده أمه قررت أنها تحاول حمايته من الموت عن طريق أنها غطسته في نهر، والأسطورة بتقول أنها كانت ماسكاه من كعبه، وأن كعب أخيل هو المكان الوحيد اللي ماجاتش عليه ميّة النهر.. بتكمل الأسطورة وبتحكي عن إن أخيل مات بعد كده بسنين كتير عن طريق سهم مسموم جاله في كعبه. من هنا بدأ استخدام تعبير "كعب أخيل" لما الواحد يحب بتكلم عن أضعف نقطة في جسد قوي جدا.. أكتر حتة معرضة للخطر وسط منظومة أو حاجة كبيرة قوية..

رجوعاً بقى للغنوة، لاحظت إن في مناقشاتنا وسياساتنا وطرق تفكيرنا كمية كعوب لأخيل مدمرة جدا.. الغنوة دي هوجمت كتير واتحبت كتير.. ناس اتريقوا عليها وناس قالوا فيها أحلى كلام.. كل ده مفهوم، لكن اللي ساعات بيبقى مش مفهوم هو "منطق" تكوين الرأي.. مش بيفرق معايا الرأي لو مختلف أو متفق معايا.. لكن يفرق معايا جداً إن الرأي يكون متفق مع الشخص اللي بيقوله.. يبقى الشخص بيطبق منطق معين (أي منطق) في تكوين رأيه.. مش يقول رأيه على حسب مزاجه في الموقف ده

"إيه قلة القيمة دي؟ مطلعين الناس بترقص في الأغنية!"، تلاقي الرد "ماتسيب الناس تفرح!".. نفس اللي بيقول ماتسيب الناس تفرح ممكن يكون بينتقد الرقص وتعبيرات "الفرحة" في أغاني تاني.. بشكل ما الغنوة إدت انطباع إنها تأييد لواحد من المرشحين الرئاسيين مش للانتخابات كلها.. منين الرأي ده؟.. ناس كتير بتمدح "بساطة" الأغنية، وممكن توصف أغاني شبيهة "بالتفاهة" أو "السذاجة" على اعتبار إن الأغنية عبارة عن سرد لأسماء بعض محافظات الجمهورية..

اللي حاصل مع الأغنية هو نموذج مصغّر للي حاصل على الدايرة الأكبر حوالينا.. عايزين الرئيس اللي يفوز يفوز بعدد أكبر من الأعداد اللي فاز بيها الرئيس اللي فات (ليه؟ إيه المنطق في مقارنة امتحانين مختلفين ببعض؟).. وعايزين نعرف مين اللي أبطلوا أصواتهم! أصل شكلهم كتلة واحدة!.. وغيرها..

الأزمة في ده إن لما بأخترع وأألف منطق جديد عشان يخدم رأيي النهاردة، بأنسى إن نفس المنطق ده هايستخدم أو ممكن يستخدم قدام. يعني لو الانتخابات الجاية، الفايز بالرئاسة أخد أصوات أقل من أصوات المرادي، مش هايبقى ريس قوي؟ ولو ناس أكتر نزلت الانتخابات يبقى إيه الوضع؟ ولو الغرب مبسوط؟ طب لو متضايق؟ طب لو الغرب مش مهتم؟.. عشان كده دعوات كتير من اللي بتطالب الناس تنزل أو ماتنزلش أو تبطل أو تصوت لده أو تصوت لده ممكن تقابل بالتهكم على سذاجة منطقها مش على محتوى الدعوة نفسها.. سذاجة الدعوة دي هي اللي ممكن تكون "كعب أخيل" في المستقبل لما يحصل حاجة مش على هوى منطق الدعوة دي!

حتى لو كانت فركة كعب، فمحتاج إني أحافظ على اتساقي مع نفسي في تكوين الرأي.. مش عايز منطقي ما يكونش منطقي بالنسبالي، ويرد في وشي بعد كام سنة لما الظروف تتغير.