Friday, January 24, 2014

ثورة سوابق


قبل 6 مايو سنة 1954 كان فيه اعتقاد سايد في الوسط الرياضي بإن مستحيل من الناحية الفسيولوجية إن حد من رياضيي الجري يجري مسافة ميل في أقل من 4 دقايق.. حاجز ال 4 دقايق ده كان متعارف عليه إنه يستحيل يتكسر وإن ممكن القلب يتوقّف لو اللعيب جري أسرع عشان يحقق أقل من ال 4 دقايق.. لحد ما الإنجليزي روجر بانيستر كسر الحاجز ده عن طريق إنه جري الميل ده في 3 دقايق و59.4 ثانية.. للدرجة إن الجمهور هيّص بشكل رهيب بمجرد إعلان "3 دقايق" حتى قبل ما يكملوا يسمعوا كام ثانية.. على أساس إن حاجز ال 4 دقايق اتكسر لأول مرة..

لحد هنا وساعات كتير القصة بتقف عند فكرة قد إيه الرياضي ده كسر حاجز نفسي أكتر منه عضوي وقدر إنه يتغلب على انطباعات عامة سايدة في الوسط الرياضي.. وعلى الرغم من عظمة الإنجاز ده إلا إن المتعة في القصة مش في اللي عمله روجر بانيستر.. لأن بعده ناس كتير كسرت حاجز ال4 دقايق بل وكسرت الرقم القياسي العالمي.. وجدير بالذكر إننا نعرف إن سنة  1999 اللي حصل على الرقم كان المغربي هشام الكروج (اللي في الغالب لازال حاليا هو حامل الرقم القياسي العالمي)..

أول مرة في أي حاجة مش زي أي مرة تاني.. أول سيجارة وأول درس سواقة وأول ثورة وأول انتخابات وأول حفيد وأول كل حاجة بيبقالها وقع مختلف غريب.. وعشان كده تعاملنا مع "السوابق" هو تعامل يميل للمنطقية على أساس إن اللي قتل قبل كده سهل عليه يقتل مرة كمان بالمقارنة باللي ما قتلش!

الموضوع ده بينطبق على الحاجات الإيجابية والسلبية.. مش بس على السرقة والقتل.. لكن كمان على الحاجات اللي من شأنها إنها تساعد وتطور وتكبر المجتمعات والأفراد..


المناقشات الكتير اللي بتدور على فكرة نحتفل ولّا مانحتفلش بالثورة؟.. حققت إنجازاتها ولّا لأ؟.. نحتفل ولّا نراعي شعور أهالي الشهدا؟ نحتفل ولّا نستنى لما نشوف نتايج؟ كلها مناقشات على الرغم من منطقيتها وأحقية كل شخص في طرح رأيه, إلا إن ضروري ماننساش فكرة إننا محتاجين نحتفل بفكرة.. فكرة إن المصريين بقالهم صوت.. بقى ينفع نقول لأ.. بقى ممكن "نحاسب" المسئولين.. بقى ممكن نحلم مش بس نطالب بحقوقنا.. بقى ينفع نعترض ويتعملنا ألف حساب..

الإنجازات دي يمكن ماتكونش هي الإنجازات اللي خرج عشانها المصريين في 25 يناير.. لكن موضوع إننا "استقربنا" الميادين.. وعرفنا إننا ينفع "نمشّي" اللي مايعجبناش هو موضوع عظيم في حد ذاته..

"السابقة" العظيمة دي اللي فيها الناس خرجت تقول اللي جواها من غير خوف هي اللي بتخلّي الخطوات اللي بعد كده أسهل.. مابقاش أقصى الطموح إن رئيس الجمهورية ما يعادش "الاستفتاء عليه" أكتر من مرة واحدة.. دلوقتي التطلعات بقت أعلى والطموحات مابقتش أقل القليل.. وجايبين منين الثقة دي؟ أصلها حصلت قبل كده في 25 يناير.. وده لوحده إنجاز..

Tuesday, January 14, 2014

أيوة.. ولأ.. ومش لاعب

ذكريات الدراسة في كليات الطب بشكل عام بتحمل مواقف طريفة كتير.. الدراسة في طب أسنان ليها طابع مميز على اعتبار إن كتير من العيانين بيجمعهم (على اختلاف خلفياتهم) شعور عام وسؤال.. الشعور هو كُره لله في لله كده مش لشخص دكتور السنان (وإن كان ده الوضع في بعض الأحيان) لكن للفكرة نفسها.. فكرة "دكترة" السنان فكرة مكروهة لمعظم العيانين لدرجة إنهم مش بيبقوا محتاجين يشرحوا أسباب الكُره على اعتبار إنها "معروفة يعني".. أما السؤال فهو "5 سنين في 32 سِنّة؟!".. (طبعا ممكن السؤال يغيظ أكتر لو قالّك 34 أو 38!)

الاعتياد على الحاجتين دول في الغالب بيخلي دكاترة السنان مستعدين وعندهم ردود بيحاولوا تكون لطيفة.. أهو بيحاولوا!

لكن الطلبة ودكاترة السنان كمان عندهم مشاعر وانطباعات ناحية العيانين اللي بيعالجوهم.. وغالبا بيوصلوا مع الخبرة لتصنيفات تتعد على الصوابع لنوعيات العيانين..

فيه عيان بيبقى جايلك بالتشخيص!.. فكرة "هانتعبك معلش يا دكتور.. بُص.. الضرس ده مسوّس تسويس بسيط كده وعشان كده اللثة ملتهبة!" على اعتبار إن العيان "أدرى" بنفسه ومش معقول يقول للدكتور "فيه وجع في الجنب اليمين" ويسيب الدكتور يشخص..

النوع ده من العيانين مقدور عليه لو اتحط في مقارنة مع العيان اللي جاي بالخطة العلاجية مش التشخيص! "مساء الخير يا دكتور.. الضرس ده محتاج خلع"!.. مافيش مشكلة مع العيان ده لو الخطة العلاجية بتاعته هي عبارة عن "وجهة نظر لطيفة" يحب يشارك بيها الدكتور على سبيل التسلية يعني.. بما إن الدكتور كده كده لازم يقرر يعمل إيه.. لكن كل المشكلة مع العيان "واثق الخطى" ده.. (واثق الخطى ده اللي هو "يمشي ملكاً" زي ما قال إبراهيم ناجي) لما بيصرّ إن "الضرس ده لازم يتخلع"!

المناقشات اللطيفة في الكلية كانت في الإطار ده.. العيان اللي جاي عايز "يخلع ضرس" وأنا شايف إن طبياً أنسب علاج هو الحشو يا ترى أوافقه ولّا أصر على كلامي؟.. ولو أصريت على كلامي وهو رفض وأَصَر يخلع؟ أشارك؟ ولّأ أقاطع؟

فيه وجهة نظر إني أرفض أشارك في خطة علاجية مش مقتنع بيها.. وفيه وجهة نظر برضه إني أخلعله ضرسه زي ما هو عايز مادام كده كده هايروح لحد غيري يخلعله الضرس.. أهو على الأقل يكون ضامن تعقيم كويس عندي.. ويمشي مبسوط!

في حياتي بأواجه التساؤل ده مرات كتير.. في مشاريع مزيكا ممكن أشارك فيها.. في أنشطة ممكن أكون طرف فيها.. في حاجة ممكن أقرر أدرسها.. واكتشفت إني بأميل أكتر لفكرة إني "أسيبه يخلع ضرسه برّة".. شعور غير مقبول بالنسبالي إني أشارك في حاجة مش مقتنع بيها بالكامل.. مجرد اشتراكي في النشاط يعني موافقة مبدئية عليه.. حتى لو اشتراكي كان في دور الرقيب أو المعارض أو الرأي الآخر..

فكرة إنك تقوللي "ماهو كده كده هايخلعه حتى لو عند دكتور تاني" مش هي اللي هاتخليني أخلعله ضرسه.. فكرة إنك تقوللي "مابتلعبش كورة ليه؟ أصل لو ماحدش لعب كورة, الرياضة دي هاتختفي خلال كام سنة"! مش هاتخليني أحب لعب الكورة.. ما ينفعش أكون بأشارك عشان أسباب مختلفة عن محتوى النشاط..كل عريس واقف قدام عروسته يوم الجواز وبيسمع جملة "هل توافق إن تتخذ فلانة زوجة شرعية لك؟" هو موافق موافقة مبدئية وإلا "إيه اللي وداه هناك؟"!

ماعنديش مشكلة في إن كل دكتور يختار يتصرف إزاي.. لكن كمان المنطقي إن أقل واحد محتاج يتسأل عن الأسباب هو "اللي ماعملش حاجة"..اسألني عن أسباب الحاجات اللي بأعملها مش عن ليه مش بأعمل حاجات معينة! الأولى إن كل واحد بيتصرف بالإيجاب أو بالاشتراك في عمل ما (فني, سياسي, روحاني,..) يكون عنده أسبابه.. ويا سلام بقى لو الأسباب يكون ليها علاقة بالنشاط نفسه! فأكون بأتفرج على برنامج عشان بأحبه وألعب كورة عشان شاطر فيها وبأنتخب فُلان عشان فُلان مناسب مش عشان أغيظ عِلّان.. يا سلام!
 

Wednesday, January 8, 2014

شحنة حياة

 الكام يوم اللي فاتوا اتعرّضت لكمية عظيمة من التشجيع من أصحابي وناس قريبة مني.. واكتشف قد إيه احتياجي للتشجيع ممكن يُسدد ببساطة وبعُمق لما حد يعبّر عن أجزاء إيجابية فيّ أو في اللي بأعمله..

ولما قعدت أفكر في إيه اللي بيخلّي تشجيع يفرق عن تشجيع لاحظت كذا حاجة.. لاحظت إني بأحتاج إن أصحابي يشجعوني على حاجة أنا فخور بيها.. مش مجرد حاجة كويسة موجودة فيّ أو بأعرف أعملها.. مش متهيألي إن هايفرق معاك لو أصحابك بيقولولك قد إيه إنت بتسوق كويس أو بتعرف تشتري فاكهة كويس أو أحسن واحد يعمل شاي لو الحاجات دي بالنسبالك مش بتمثّل قيمة.. الحكاية مش مجرد كلام كويس وخلاص يتقال.. عشان كده بأحس بانبساط خاص لما حد يعلّق إيجابيا على مزيكا عملتها أو بأحبها أو على شغلي أو حاجات بأكتبها..


اكتشفت كمان إن كل ما التشجيع يكون فيه تفاصيل كل ما بيكون أسهل استقباله.. التشجيع العام الهُلامي الفضائي من عينة "إنتي شاطرة قوي في شغل البيت" أو "إنت ممثل هايل" غالبا بيُستقبل إنه كلام كويس وخلاص أو جمايل (أو ساعات رد جمايل) على اعتبار إن "ده معاد إني أقول حاجة كويسة".. كل ما التشجيع كان بيتكلم عن موقف معين أو مقالة محددة أو حدث بالتحديد كل ما اللي بيستقبل التشجيع بيصدقه ويتبسط..

كل كمان ما التشجيع يبقى "سادة" من غير إضافات من عينة "آه لو بس تعمل كذا" أو "بس لو تغيّر الحاجة الفلانية" كل ما بأحس إن التشجيع بيتقال بنفس غرضه: التشجيع.. مش مجرد مقدّمة لحاجة صعبة أو وحشة أو سلبية..

التشجيع اللي بيقارنني بحد تاني أو حاجة تانية تشجيع غريب ومش حلو ومش بأبقى عايز أقبله.. لو أنا في حاجة معينة أحسن من حد إذن لما ييجي وقت أكون أوحش منه هاتقل قيمتي.. أحب إن التشجيع مايكونش بيتقاس بمسطرة على حد تاني..

التحدي الشخصي بالنسبالي هو إنه ساعات بأحس بصعوبة إني أشجع حد شاطر قوي في حاجة معينة لأني بأبقى متأكد "إنه أكيد عارف" و"مش محتاج حد يقوله إنت كويس".. لكن اكتشفت إني بأحب إن الناس تقولي إني كويس حتى لو مفترض إني عارف.. واكتشفت كمان إن مافيش أوقات معينة مناسبة وأوقات تانية مش مناسبة! عُمري ما هأقولك ماتقولّيش كلام كويس دلوقتي "أنا مش فاضي" أو "أنا مش في حالة مزاجية كويسة" بل بالعكس..

كلنا عندنا مخزون من التشجيع من كلام كويس اتقال صراحةً أو مواقف الناس علقت عليها بإيجابية.. لكن المخزون ده بيحصل إنه بيفضى.. بنحتاج نعيد شحن.. بنحتاج جرعة جديدة من إيجابية وكلام كويس مادام كلام حقيقي مش مجاملة..

مبسوط إن الكام يوم اللي فاتوا أصحابي شجعوني وإدوني من جديد شحنة حياة

Friday, January 3, 2014

حلمي مكتوب؟

قررت من قبل بداية السنة على طول إني أبدأ أكتب أحلامي والمشاريع اللي نفسي أعملها أو أشارك فيها.. كان إحساس عظيم لما بدأت أحط على الورق شوية أفكار لأحلام وخطط كبيرة يمكن مالهاش معالم لسّة, لكن بقى شكلها ينفع! مجرد التفكير في صياغة حتى لو مبدئية لكل حلم فيهم إديتني انطباع إن الأحلام دي مش مستحيلة..

نوتة زي بتاعة المحاضرات كده.. ومخلّي كل صفحتين قدام بعض فيهم حلم أو مشروع واحد.. واكتشفت الكام يوم دول من بداية السنة إن أفكار كتير وتفاصيل كتير جاتلي لكذا حلم فيهم, وبقيت أقلّب في النوتة وأوصل للحلم أو المشروع وأضيف التفاصيل.. أحلام منهم محتاجة سنين وفلوس كتير عشان يتحققوا.. وأحلام تانية كان شكلها أصعب قبل ما أكتبهم..

المرحلة اللي فيها الحلم مالوش معالم ولا تفاصيل واضحة.. شكله بعيد قوي ومالوش "مسكة"! هي مرحلة صعبة.. وسهل جدا عليّ إني أزهق وأحس إنه لما يبقى معايا فلوس أو ألاقي حد من أصحابي متحمس أبقى أفكر في المشروع ده.. لكن هاأشوف بقى حكاية نوتة الأحلام دي وإذا كان مجرد كتابة الحلم ممكن تساعد أو تعجّل من تحقيقه..

مريح نفسيا إن حلمي أو المشاريع اللي أتمنى أعملها في يوم من الأيام مايفضلوش أفكار فضائية هلامية في ذهني.. فاكر منهم شوية وناسي نصهم.. كاتب شوية وبأضحك على نفسي فاكر إني هأفتكر الباقي.. 

ناوي أبطل أكسل على الأقل إني أكتب أي فكرة حلوة ممكن يوم من الأيام تتحقق.. حتى لو فكرة أو مشروع أو حلم فيهم هايحتاج خمس سنين أو مليون جنيه عشان يتحقق.. أهو على الأقل لما يجيلي المليون جنيه يبقى حلمي جاهز على التنفيذ على طول!..