Sunday, October 9, 2016

هأبدأ تاني النهاردة

القصَّة ورا مثل ’’رجعت ريمة لعادتها القديمة‘‘ هي إن ’’ريمة‘‘ (أو في أصل المثل ’’حليمة‘‘) كانت بخيلة وكانت بتطبخ بسمن قليل قوي قوي بسبب بخلها، فجوزها قالها إن الناس زمان كانوا بيقولوا إن كل معلقة سمن بتحطها في الأكل بتزود من عمرها يوم، فمن ساعتها بقت تحط سمن كتير في الأكل، وبقى طعم أكلها أحسن.. بعد وقت، القصَّة بتقول إن ابنها مات، فقررت إنها مش قادرة تعيش من غيره، ورجعت تحط سمن قليل قوي قوي عشان عمرها يقل..

بغض النظر عن أصل المثل، إلَّا إننا عادةً بنستخدمه لما حد بيرجع لعادة قديمة أو لطريقة قديمة (وعادة بتكون سلبيَّة)، فبنقول المثل ده من مُنطلق التحسُّر على إن الشخص ما كمِّلش في العادة الأحسن..

مننا كتير بيقرروا يمشوا على ريجيم معين، أو يبطلوا سجاير، أو يبدأوا يمارسوا رياضة بانتظام، أو يعملوا جدول للمذاكرة يمشوا عليه.. وأغلبنا بيمر بإحساس بيلاقي فيه إنه ’’مش نافع‘‘.. ’’أنا ما فيش فيَّ أمل‘‘.. ’’عمري ما قرَّرت أعمل حاجة كويسة بانتظام، أو أبطَّل حاجة وحشة، إلَّا ورجعت بعد كام يوم‘‘..

اللي بيبطَّل سجاير شهرين ويرجَّع يدخَّن، عنده اختيارين: اختيار إنّه يحس بقد إيه هو ما لوش لازمة، وإن إرادته ضعيفة، ومش قوي العزيمة، واختيار تاني إنه يشوف إنه كسب شهرين في حياته كانت صحته فيهم أفضل.. شهرين ممكن يحاول يحقَّقهم تاني أو حتَّى يخليهم تلات أو أربع شهور المرَّة الجايّة لما يبطَّل تدخين..

ما فيش مسابقة تخلِّيني إنسان أحسن لو بقالي 5 شهور وتلات أيام ماكلتش أكل في الشارع.. الفكرة في التحدِّيات دي إنها المفروض تشجعنا، المفروض تساعدنا نقدر ’’نحسب‘‘ بشكل نفهمه إحنا بقالنا فترة قد إيه بنتبع نظام صحي أفضل، لكن مش المفروض للتحديات دي إنها تكون سيف على رقبتنا، مش مفروض إنها تسمم عيشتنا لما يحصل ونرجع للتدخين، أو نرجع للأكل اللي مش صحي، أو نبطل نلعب رياضة، أو نفوت أيام من غير مذاكرة، أو مثلًا مانكتبش بوست جديد على البلوج كل يوم سبت (ده مثلًا يعني) :).. الأيّام اللي فيها بنلتزم بالعادات الجديدة هي أيام مكسب.. أجسامنا بتستفيد من أيام الرياضة، وعقولنا بتتعلم من أيام المذاكرة.. والموضوع مش متعلق بفكرة قوة إرادتي وشخصيتي، خصوصًا لو رجوعي لعادة سلبية أو عدم استمراري في عادة إيجابيَّة بينكِّد عليَّ مش بيزقني لقدام..

اللي مننا كان مقرَّر إنه يقرا يوميًّا عشرين صفحة، واستمر في الموضوع ده لمدة أسبوعين وبعد كده ’’وقع‘‘، يقدر يحس بإنه مبسوط إنه قرا لمدة أسبوعين، واستفاد محتوى كويس.. ويقدر إنه يتحدى نفسه تاني إنه يخلِّي الأسبوعين دول تلاتة المرَّة الجايَّة..

في مشوار النُضج والتعافي والصحة الأفضل، مهم إني أكون في السكة الصح، في الطريق اللي ماشي لقدام.. هايحصل إن أيام هأكون بأقف، أو أرجع كام خطوة، لكن لو اخترت إني أفشل يبقى بأخسر حلاوة المشوار اللي قطعته وبأخسر فرصة باقي المشوار اللي ممكن يخليني أفضل.. الحل الأسلم لما ’’أبوَّظ جدول الأكل‘‘ أو ’’أرجع للتدخين‘‘ أو ’’أبطل قراية‘‘ أو ’’أسيب الجيم لوقت طويل‘‘ هو إني أقوم وأنفض هدومي، وأفرح بالإنجاز اللي قبل كده، وممكن أتحدَّى نفسي إني أبدأ مرَّة كمان، وأحقق الإنجاز ده وحتَّة زيادة عليه..

مافيش مشكلة إن ريمة ترجع لعادتها القديمة مرَّة واتنين.. كُل مرَّة عملت فيها أكل بسمن كفاية كانت بتسعد أهل بيتها وضيوفها.. وطول الوقت عندها فرصة إنها ترجع عن العادة القديمة للعادة الجديدة..


فيه جملة سحريَّة بتشجَّعني أكمِّل أي مشوار ممكن أكون اتعطَّلت فيه، حتَّى لو كنت حاولت أطوَّر عادة جديدة أو أتخلَّص من عادة قديمة وما عرفتش.. والجملة دي ببساطة هي: هأبدأ تاني النهاردة..