Friday, May 25, 2012

الصدمة القديمة

صدمة.. صدمة سماها البعض "الصدمة القديمة" استظرافا على موضوع الجزم اللي بتتحدف.. لكن بمقاييس كتير هي صدمة.. وقديمة فعلا.. مافيش ابتكار.. مافيش استغراب من فعل حصل في اختيارات الناس.. مافيش تجديد في المفاجآت..

الكلام ده للشعب اللي هو أنا.. مش الشعب اللي هو سواقين التاكسي المشاهير اللي بيشتموا الحزب الوطني أو غيره.. الشعب هو أنا.. "أنا الشعب" على رأي مزيكا في المتزوجون..

الشعب مش بتوع إسكندرية أو المنوفية أو الصعيد.. الشعب مش المسيحيين (أو النصارى لو عايز تضايقهم).. الشعب مش الإخوان المسلمين (أو المتأسلمين لو برضه عايز تضايقهم).. الشعب هو أنا..

ومش بقول الشعب هو أنا وإنت و"كلنا".. وكل الكلام العايم ده..
الشعب هو أنا..

أنا اللي فاكر إني وقت الزنقة هعرف أختار.. وقت الغربة همثل بلدي تمثيل مشرف.. وقت الامتحانات هذاكر بسرعة وألحق أجيب نتيجة كويسة..

أنا اللي فاكر إني عمري ما هقتل أو أخون.. عمر ما هييجي في بالي إني أزني أو أسرق..

أنا اللي فاكر إني عمري ما هبقى أنا.. للأسف..

الشعب مش هو الناس البهايم اللي مش بتقرا.. ولا الناس البهايم اللي بتقرا.. الشعب مش حد.. الشعب أنا..

عايش كل عمري من غير ما أعرف يعني إيه أختار.. وأختار ليه أصلا.. وأختار مين.. وإزاي..


رغم إني كاتب الكلام ده ليّ لكن فيه البعض هيقاوموا إغراء إنهم يقولوا "ياااه.. ياه لو "الناس" تقرا الكلام ده".. الكلام ده مش لحد.. الكلام ده ليّ أنا..


ناوي على إيه؟ ماعرفش..
لسّة قدامي كتير عشان أتعلم وأكبر وأنضج.. عشان أفكر وأقرر وأختار.. عشان أعرف أعمل حاجة غير إني أخاف..

بس باحلم أعرف أربي عيالي عِدل.. فيعرفوا بعد 25 سنة يثوروا عليّ ويصححوا كل عوج.. يمكن وقتها أكون نجحت في إني أعدّل منّي.. بعيالي..

صدمة.. بس قديمة قوي

Monday, May 21, 2012

سين

في التحضير لأي مقابلة شخصية لشغل جديد غالبا معظمنا بيحاول يتدرب على الأسئلة اللي ممكن تتسأل.. ليه سبت شغلك القديم؟ عايز تقبض كام؟ ليه قدمت عندنا؟ إيه نقط القوة والضعف اللي شايفهم في نفسك؟ وهكذا.. اللي لفت نظري إن من الأسئلة اللي ممكن تطرح هي سؤال: إيه نكتة ممكن تقولهالي دلوقت؟! السؤال ده مش افتراضي لكنه موجود في بعض المقابلات الشخصية في بعض الدول..

طبعا مش سهل أبدا الإجابة على سؤال زي ده.. السؤال ده مش الغرض منه إن اللي بيعمل المقابلة الشخصية يضحك أو يتبسط أو يسمع حاجة ترفّه عنه في يومه.. ولا الغرض من السؤال استعراض الاستظراف والدم الخفيف.. لكن على قد سهولة السؤال إلا إن الإجابة عنه بتكشف حاجات كتير.. بتكشف لو فيه ميل للعنصرية أو للتعميم.. تكشف لو فيه سخرية من فئة معينة في المجتمع أو من الستات بشكل عام أو الرجالة أو الصعايدة أو الفلاحين أو الرقاصات أو أو أو.. وعلى الرغم إن مش شرط يكون فيه إجابة نموذجية إلا إنه صعب إني أنكر إن سؤال زي ده هو سؤال في الجون..

معظم التعليم اللي أغلبنا تلقيناه كان بيركز على "الإجابات" الصحيحة.. "الحلول" المظبوطة اللي تجيبلي الدرجة النهائية... وشفنا في لقاءات ومناظرات تليفزيونية حديثا التأثير العظيم للمدرسين بتوعنا ونصايحهم.. "إبدأ الإجابة بجزء من السؤال..".. "استخدم بالطبع ومن المعروف وحتما ولابد والحاجات دي..".. ولو هتكتب paragraph أو essay  كامل ابدأ بــ No one can deny that…! غريبة طبعا.. لأن أي حد can deny  أي حاجة هو عايز يـ denyـها..

اتعلمنا حلو قوي.. بس ماتعلمناش إزاي "نسأل".. مهارة إني "أسأل" السؤال "الصح" ماكانتش جزء من التعليم.. وعشان كده يمكن عندنا أزمة في البحث العلمي.. الباحث بيبقى مجتهد وعايز يعمل أقصى مجهود عنده لكن عنده مشكلة في "سؤال" البحث نفسه.. يسأل الناس إيه؟! يدور على إيه؟ يحاول يكتشف إيه؟ مايعرفش!

وعشان كده لما بنلاقي مذيع بيعرف يسأل الأسئلة الصح بنكاد نقدسه!..

والمشكلة دي في نظري مش مشكلة صغيرة.. قدرتي على طرح السؤال الصح مش بس بتساعد لو باشتغل مذيع أو باحث أو محقق.. لكن هتساعدني أسأل الأسئلة الصح لواحد عايز يخطب بنتي.. لواحدة عايز أتقدملها.. لواحد بافكر أشاركه في شغلانة..

لو بصيت حواليك في الحاجات اللي ممكن تجننك من الغيظ هتلاقي إن منها "أسئلة".. أسئلة عن مرشحين رئاسة.. عن مشاريع جديدة.. عن برامج تنموية.. أسئلة زي "شفتوا إيه منه عشان ماتحبهوش؟" أو "كابتن.. كابتن.. الامتحان سهل؟".. أو "إيه اللي وداها هناك".. وغيرها من الأسئلة المستفزة..

لازلت بأحاول أدرب نفسي إني أسأل السؤال الصح.. السؤال اللي يحل مشكلة.. السؤال اللي يساعد في الوصول لقرار أفضل..
مرات مجرد طرح السؤال في حد ذاته بينوّر الذهن بدرجة كبيرة.. أسئلة زي "أنا عايش ليه ولمين؟".. "إيه أهم حاجة وحد في حياتي؟".. ممكن تكون الفرق بين الحياة بجد.. ومجرد العيشة..

ردي على سؤال النكتة هيكون:
مرة واحد سافر وساب الكلب بتاعه مع واحد صاحبه قوي.. صاحبه كلمه بعد شهر وقاله "الكلب بتاعك مات"!.. طبعا انهار واتضايق جدا وفضل كام يوم مكتئب قوي.. كلم صاحبه تاني وعاتبه.. قاله "لما تبقى حاجة فيها صدمة زي كده كان ممكن تقولي الخبر بالتدريج.. يعني مثلا قولي: الكلب بتاعك نزل يلعب في الشارع.. خبطته عربية خبطة خفيفة وخدناه على مستشفى على طول.. بعد كده قولي إن حالته صعبة شوية.. بعدها بكام يوم ممكن تقولي إنه مات.. على الأقل هكون اتحضرت شوية لخبر صعب زي ده!".. صاحبه اعتذرله وتفهم الموقف...
بعدها بحوالي تلات شهور كلمه في التيليفون وقاله "والدك نزل يلعب في الشارع"!


مرات كل الفكرة بتبقى في السؤال الصح!

Wednesday, May 16, 2012

من عنوانه

البحث عن الجوهرة هو بحث غالبا بيؤرق ناس كتير.. الجوهرة ممكن تكون أحسن وظيفة أو أحسن زوجة.. أفضل بيت نشتريه.. أحدث كومبيوتر.. ناس مننا تخصصات شغلها بتحطها في مواقف للبحث عن ممثل أو مغني.. موسيقي أو رسام أو الطفل المعجزة.. ولأن الجواهر نادرة غالبا لما بنشوف جوهرة بجد بتلفت انتباهنا.. وقتها الموضوع مش بيبقى محتاج ذكاوة ولا تركيز عشان أشوف إبداع وإمكانية كبيرة للتميز..

وعلى الرغم من إن فيه شبه اعتقاد سائد إن ال diamonds بتتكون من الفحم وبتحمل نفس التكوين لكن اتعرضت لضغط شديد- على الرغم إن الفكرة دي مش أصح فكرة لتكون الجواهر النادرة دي إلا إن معظمنا فاهم الفكرة من ورا التشبيه ده..

سهل قوي أشوف جوهرة وأعرف إنها غالية لما تبقى معروضة أو موجودة في تاج أو عقد ممثلة من الممثلات.. لكن الوقت اللي فيه هشوف جوهرة وعليها تراب وطين يمكن يكون الوقت اللي يفرق بين واحد بيفهم وواحد هاوي..

اتنين من المغنيين الأنجليز اللي أصبحوا حديث الناس خلال أيام كانوا جواهر عليها تراب.. ناس عادية جدا.. ناس عادية لدرجة إن ماحدش ممكن يتوقع منهم أي غنا أو فن.. ناس ممكن يكونوا مثار سخرية ومادة للتندر والتريقة..

الفيديوهين دول لاتنين من أكتر الناس اللي خلال ثواني قليلة تقدر تغير فكرتك عنهم... برنامج شهير اسمه Britain's Got Talent من كام سنة كان ليه الشرف إنه يشوف بالصدفة الجوهرتين دول..






من ضمن النصايح اللي بيقدموها ال estate agents أو السماسرة في أماكن كتير هي إنه "اشتري أوحش بيت في أحسن حتة".. أوحش بيت ممكن تصرف عليه شوية ويبقى فعلا جوهرة..

جوايا وجواك جواهر كتير لسة ماحدش شال من عليها التراب.. لسّة ماجاش الفنان اللي نظرته ماتخيبش.. اللي يعرف الجوهرة وهي لسّة في الطين..

حواليّ في أصحابي وقرايبي وزمايلي في الشغل جواهر.. يمكن لو دققت شوية ألاقيهم.. يمكن لو إديتلهم فرصة هينوروا ويبهروا الكل.. وقتها ممكن ألاقي في ابني والموظف اللي عندي وأصحابي وكل بني آدم شكله عادي جدا.. جوهرة معمولة بفن وبتعبر عن إله مبدع..

مش كل جواب بيبان من عنوانه!

Thursday, May 10, 2012

السهم المتين

من أبسط الرموز اللي مختلف الثقافات والشعوب بتفهمها رمز السهم.. ببساطة علامة بتشاور على اتجاه أو على حاجة تانية.. وعلى الرغم من أهمية الرمز ومدي جدية الحاجة اللي بيشاور عليها إلا إننا نادرا ما بنبص على السهم نفسه.. عمرنا ما بنشوف مثلا تشريح لجسم الإنسان في كتاب لعلم التشريح ونلاقي سهم بيشاور على غدة معينة مثلا ونقول "يا سلام! أما سهم!.. لولاه ماكناش عرفنا الغدة الدرقية هي أنهي زغميدة في الكلاكيع دي".. ماحدش بيقول كده.. (أو على الأقل مش هتقول كده لو بتذاكر بصوت عالي وفيه احتمال حد يسمعك!)

وطبعا مظلوم السهم.. ماحدش عايز يبقى سهم.. كله عايز يبقى الغدة الدرقية.. أو أي غدة تانية تحمل اسم أكثر رومانسية!
المهم إن في نظريات القيادة والإدارة بدأ من وقت طويل تغيير في مفاهيم بخصوص "القائد".. نظريات زمان كانت بتبص على القائد من منظور "شخصيته".. مولود قائد.. القيادة في دمه.. ونظريات تانية بدأت تبص على القائد "بيعمل إيه" وتحاول تقدم نصايح للناس اللي عايزين يكونوا قادة إنهم يعملوا كده..

لكن الملفت إن فيه توجه بدأ يبص مش على القائد.. مش على أول واحد في المنظومة.. مش على الرسام المشهور.. مش على رئيس الجمهورية.. لكن على "السهم".. على أول واحد "صدق" إن الشخص ده ممكن يكون فنان.. أول واحد "شاور" عليه وقال يا جماعة اقروا للكاتب ده.. اسمعوا صوت المغني الجديد ده..

"السهم" نفسه ممكن صوته يكون وحش.. ممكن يكون مش بيعرف يمثل.. ممكن لا يصلح يكون قائد.. بس من غيره يمكن مش ناس كتير تتشجع إنها "تبص" على واحد هيبقى في يوم من الأيام حاجة..

موسيقيين كتير اكتشفوا فنانين وفي بعض الحالات كمان إدوهم اسمهم.. مدرسين كتير شافوا في طلبة كانوا "شوية أطفال" حاجة كبيرة.. أمهات وآباء.. أصدقاء وإخوات شجعوا وشددوا وشاوروا على واحد شافوا إنه في يوم من الأيام ممكن يبقى قائد..

تشجيعك واقتناعك بحد مش مجرد تصديق فيه.. لكنه بمثابة سهم بيشاور بوضوح على واحد موهوب.. أنا وإنت مش شرط نكون موهوبين.. لكن حوالينا من أصحابنا وزمايلنا طاقات رهيبة.. ينفع نكون بنشاور عليهم.. ومين يعرف؟ ممكن نكون السبب في إن آلاف يسمعوهم ويشوفوهم..


من أحلى الفيديوهات اللي شفتها مؤخرا.. بسيط بزيادة.. بس فيه المفيد.. سيبك من أول واحد وركز في التأثير الكبير لأول واحد تجاوب معاه..


ممكن ماكونش قائد.. لكن ينفع آخد المخاطرة إني أكون أول تابع.. أول واحد شاور على شخص مش معروف ممكن يكون رئيس.. وأكون أول سهم يشاور على قائد أو فنان أو عمل جميل..