Saturday, February 14, 2015

حب إيه!

"حب إيه اللي أنت جيّ تقول عليه!" يمكن الجملة دي تكون مناسبة لليومين دول، جملة يمكن نعلَّق بيها على كلام الحبِّيبة اللي "يا حرام متفائلين"، اللي شايفين الدنيا وردي، وعلى الرغم من إن سياق الأغنية بيفسَّر استهجان كلام الحبيب عن الحب باعتباره "مش عارف قبلا معنى الحب إيه"، إلا إن غالبًا استهجاننا للكلام عن الحب حاليًا بيكون على اعتبار إنها "أيَّام سودا"، والواحد بالعافية بيقاوم إنه يرد على أي ذكر لعيد الحب بكلمة "اتنيِّل"!

"حد يموِّتني يا جدعان" كانت جملة سمعتها واستغربت قوي، لكن بسرعة كدة لما قدَّرت الموقف والمكان اللي أنا فيه فهمت على طول! المكان ببساطة كان Internet café ومجموعة من الشباب الصغيَّر قاعدين بيلعبوا على الكومپيوتر، وحد فيهم لسبب ما قرَّر إنه استراتيجيًّا لازم يموت!

كتير من ألعاب الكومپيوتر قايمة على فكرة إنك تموِّت أكبر عدد من الناس أو الكائنات الفضائيَّة، وإذا ماكانش كده يبقى تصميم اللعبة قايم على إنك تتفادى الموت وتحاول تهرب من التنانين والأشرار والعمالقة والقراصنة وكل دول عشان مايموِّتوكش قبل ما توصل للأميرة!

وطبعًا مش كل الألعاب كده، يعني مش كل الألعاب فيها قتل ودم ومطاردات وأسلحة متطوِّرة وجماجم، ولا كل الألعاب بتصب في خانة إنك تلمّ فلوس أو محصول أو تخلَّص السباق بسرعة والعربيات اللي جنبك تفرقع، مش كلها كده، لكن نسبة كبيرة منها كده..

ويمكن لما بنستغرب من انتشار العنف والقتل والدم يمكن استغرابنا هو اللي غريب؟ يا ترى الإنسان اللي بيشوف أخبار قتل في معظم النشرات والجرايد هايطلع يبقى عامل إزاي؟ اللي بيفتح فيسبوك يلاقي ماسورة صور لناس راسها مقطوعة أو غرقانين في الدم أو قطر مقلوب أو شباب ميِّت يا ترى هايبقى ذهنه مشغول بإيه؟ مشغول بالخير؟ بالجمال؟ بالأمل؟ بالحب؟ حب إيه؟!

عايزين عيالنا واخواتنا يطلعوا متفائلين وخيِّرين؟ محتاجين نقاوم كميَّات القتل والدم والجماجم والتعذيب دي، محتاجين أضعاف أضعاف الأخبار دي يكون حياة، يكون رحمة، يكون خير..

محتاج الحب يسود؟ قدم الحب؛ اقرا عنه وعيشه واتمناه وافرح بيه، اتكلم عنه واتلكك تشوفه، وريه لعيالك في زرعة بتهتم بيها؛ في حيوان أليف بتربيه، في كلمة طيبة بتقولها،

خايف عليهم من داعش؟ غرق بيتك بمحبة وخير ومساعدة؛ وقتها الكره والقتل والعنف مش هايلاقي مكان خصب يتربى فيه..

كل كلمة ذوق وكل مجاملة رقيقة وكل امنية حلوة هي ملو لخزان الرحمة، وكل فيلم عنف وفيديو قتل ولعبة كومپيوتر فيها موت وخناقة في البيت فيها شتايم هي ملو لخزان داعش!

يمكن يرجع اليوم اللي فيه نتبسط لكل حد مبسوط باللي بيحبُّه؟ يمكن ييجي اليوم اللي مانحسِّش فيه إن الپوستس بتاعة الورد والخضرة والمناظر الطبيعيَّة والكلاب الصغيَّرة والأطفال البريئة هي پوستس "بناتي" قوي! مش "واقعيَّة"، مش "عايشين معانا"!

لما نسمع "عيد الحب" جايز مايكونش المقصود كلمة "عيد" كاسم! لكن يمكن كفعل! فعل أمر! بلاش تعيد الڤيديو بتاع الحرق، بلاش تعيد الفرجة على صور التعذيب والسحل والدم، بلاش تعيد كلام الخناق والزعيق، لو عايز تعيد حاجة عيد الخير، عيد الكلمة الكويِّسة.. عيد الحُب :)


6 comments:

  1. الأطفال أكيد بتتأثر بس الكبار مش بالضرورى يكونوا طرف فى صراعات ملهمش دخل بيها - يعنى الناس اللى بتقتل بعض علشان السلطة واللى بقتلوا بعض علشان التطرف الدينى واللى بينشروا اكاذيب ومتخيليين ان الناس مش فاهمة كدبهم خليهم فى العالم بتاعهم براحتهم - انا مش لازم اكون طرف واخذ موقف المؤيد او المعارض طول الوقت لانه ببساطة دا مش منهجى والغايه عندى مش بتبرر الوسيلة. الدول اللى فيها صراعات وحروب فيها لسة ناس بتغنى وبتفرح او حتى بتحزن على حاجات تانية اهم عندهم بكتير من اللى بيقتلوا بعض حواليهم علشان مصالحهم او افكارهم المريضة. ولسة اقدر استخدم صور كلاب صغيرة واطفال ومناظر طبيعية لان اكيد فى ناس حواليه بتقدر الفن الراقى

    ReplyDelete
  2. "٠٠٠عيدالخير٠٠عيد الكلمة الكويسة٠٠عيد "
    الحب"٠"
    كلام رائع ومطلوب ومهم ولازم ، لكى تكون الحياة حلوة٠٠
    Nشكرا ماجد٠٠

    ReplyDelete