Tuesday, December 22, 2015

معلش إحنا عايزين السلطانية

من يومين حصل موقف مُحرج في حفل تتويج ملكة جمال العالم.. ’’ستيف هارفي‘‘ اللي كان بيقدم الحفل وبيعلن أسماء الوصيفات والملكة غلط وأعلن فوز الوصيفة الأولى (اللي هي المفروض تكون المركز التاني) باعتبارها الفايزة بلقب ملكة جمال 2015 (المركز الأول).. وبعد طبعًا ما أعلن فوزها، جابولها الورد ولبسوها التاج باعتبارها ملكة جمال 2015.. لما أخد باله إنه غلط اعتذر طبعًا، لكن المسرح فضل حوالي دقيقة ما حدش عارف يتصرف إزاي.. المفروض ياخدوا التاج من ’’الملكة‘‘ اللي هي مش ملكة، ويلبسوه للفايزة الحقيقية اللي كانت واقفة على جنب باعتبارها أخدت المركز التاني.. مشهد كده أشبه بمسعود في المتزوجون لما كان بيقول للمعلم طربقها الجزار ’’معلش إحنا عايزين السلطانية‘‘..

نختلف أو نتفق مع المسابقة نفسها أو مع المعايير اللي بيختاروا على أساسها ملكة الجمال، لكن الموقف صعب! جزء من صعوبته هو في إن ملكة الجمال بتكون ملكة جمال بناءً على إعلان اللجنة فوزها.. الموضوع مش بس متعلق بالجمال، على اعتبار إن في المرحلة دي كل المتسابقات جميلات بمعايير المسابقة.. الوصيفة الأولى مش ’’وحشة‘‘ لكنها مش الملكة..

ومع كل الإحراج اللي اتعرض ليه اللي كان بيعلن الفايزين، ومع كل الإحراج اللي اتعرضت ليه الوصيفة الأولى اللي استمتعت طبعًا بلقب ملكة جمال العالم 2015 لمدة 45 ثانية وبالتاج وبكل ده، كان فيه ردود أفعال كتير من ناس بتتريق على الموقف، وناس بتعلق على مدى التعامل الحكيم للبنتين اللي فازوا، أو على فكرة إن كلنا بنغلط، وكفاية إن الراجل اعتذر..

كلنا جالنا وقت ’’توجنا‘‘ فيه الملك الغلط.. أعلنَّا إن فلان هو الملك، هو نمرة واحد، هو البطل.. هو اللي ليه الأولوية.. ممكن أكون ’’توِّجت‘‘ شغلي أو فلوسي.. ممكن تكون توجت مراتك أو ابنك أو جوزِك.. ومش معنى كده إن الباقيين وحشين، لكنهم مش نمرة واحد.. ما فيش تاج على راسهم.. مش هم مركز الاهتمام الأساسي..

يمكن يكون جزء من النضج هو إني أراجع نمرة واحد عندي.. أراجع كده لو أنا غلطت وجايز غصب عني أو في جهل مني بقالي وقت حاطط تاج المُلك على الشخص الغلط أو الحاجة الغلط.. يمكن الملك الحقيقي واقف على جنب.. منتظر.. يمكن راضي بالمركز التاني.. مع إنه يستاهل التاج وبؤرة الضوء..


حاجات كتير ما بتحصلش لوحدها، ومحتاجة حد ’’يعلن‘‘ اسم الفايز.. وإعلانه في حد ذاته كفيل بتتويج الملك أو الملكة (سواء عن استحقاق أو لأ).. المُلك مش بس قائم على عناصر ومواصفات فيها استحقاق في حد ذاتها، لكنه بالأساس ’’تصريح‘‘ إن فلان هو الملك..

مراتي مش هاتكون الملكة بالنسبالي غير لو فيه إعلان واضح مني بده، مش شرط عن طريق تاج دهب لكنه قرار واعي إنها تكون هي الأساس.. ربنا مش هايكون الملك في حياتي إلا لو أنا قررت إن التاج من حقه.. شغلي وبيتي ونجاحي الشخصي وعلاقتي بالخالق وأصحابي وبلدي وحاجات تاني كتير بتتنافس على تاج المُلك.. والاختيار اختياري مين فيهم يكون الملك فعلًا.

3 comments:

  1. One of the best.. if not the best of what I read so far! Well said... عجبتني.. معلش إحنا عايزين السلطانية !! Funny title and attractive one too

    ReplyDelete
  2. Brilliant.This post is great.Thanks ya Maged.N

    ReplyDelete