زمان كنت أستغرب قوي من حكاية إنه لما نرش
مبيد لازم نرش كمية كفاية.. لو كمية قليلة ده بيجيب نتيجة عكسية.. مش بس الحشرات
مش بتموت لكن كمان بتحتاج كميات أكتر من المبيد عشان تأثر فيها المرة اللي بعدها..
نفس الفكرة في الإدمان اللي فيه بيوصل المدمن
لمرحلة فيها بيحتاج لزيادة الجرعة عشان يحصل على نفس التأثير.وبرضه من المعروف إن
لما الدكاترة بيكتبولنا أي علاج فيه مضاد حيوي دايما بيشددوا على فكرة إننا لازم
ناخد المضاد الحيوي كامل.. لأن لو كمية أقل بيحصل حاجة اسمها tolerance وفيها "بتتعود" الباكتيريا على المضاد
(لو بنسبة قليلة) ومش بتموت.. بل بالعكس بتكوّن دفاع أقوى لنوع المضاد الحيوي ده..
وبتحصل المشكلة في المرّة اللي بعدها اللي يكون فيه احتياج لنفس المضاد الحيوي..
وقتها مش بيعمل تأثير..
في حياتنا وأسرنا وبلدنا بيحصلنا حاجة زي ال tolerance ده بالظبط.. وفيه بنفقد تأثرنا أو
"استغرابنا" من حاجة المفروض تبقى "صادمة" أو "محتاجة
اتخاذ إجراء"..
عشان كده امتى آخر مرة سمعت حد فيها
"متضايق بجد" أو بيشكي من المرور؟ الظريف إننا كمان ساعات بنستغرب من
شكوته ونقوله "إيه يا عم؟ إنت مش عايش هنا وللا إيه؟" أو "وانت إيه
اللي خلاك تاخد الطريق ده؟" وطبعا بنبدأ نقترحله بدايل مش بتحل المشكلة على
قد ما "بتقلل" بس من أعراض إحساسه بالمشكلة..
ونفس الفكرة على الجانب الإيجابي من
الظواهر.. يعني اللي بيسافر أوروبا مثلا وتلاقيه بيستغرب من التزام الناس
بالمواعيد.. أو نضافة الشوارع.. أو اللي بييجي مصر ويستغرب من شهامة الناس..
والفكرة دي على قد ماهي مفهومة ضمنا في كل
الدنيا إلا إن ممكن استغلالها بطريقة إيجابية.. مش انت لما بتدخل هيئة حكومية
ساعات كتير بتسأل نفسك "إيه ده؟ طب ليه ما ينقلوش المكتب ده هنا؟ هيوسّع
المكان قوي".. اللي بيحصل معظم المرات هو إن الموظفين "اتعودوا"
على المكان بالشكل ده فمش بييجي في بالهم إنهم يفكروا في حاجة مختلفة..
عشان كده ساعات الحل بيكون في "جوز عيون
جداد".. بس كده.. موظف جديد.. وزير ماكانش وزير قبل كده (!).. واحد مش ليل
نهار جوة المشكلة للدرجة اللي فيها مش شايف الحلو والوحش..
ليّ أصدقاء مهندسين صوت ولو فيه مشكلة واحدة
بيقابلوها هي مشكلة "التشبع" saturation.
بيبقى بقاله مثلا أسبوعين مش بيعمل mix-down
غير لألبوم واحد وبيبقى خلاص "مش سامع" أي مشكلة.. والحل الوحيد هو إنه
يسمّع واحد تاني يمكن مالهوش قوي في هندسة الصوت لكنه على الأقل هيبص بعينين
جديدة..
نفسي نرجع نستغرب لما نشوف ناس بتاكل من
الزبالة.. نفسي نرجع نستغرب لما فاسد مايتحاكمش.. باحلم إني أشوف الناس
"متضايقة" لما حد يركن في مكان غلط أو يمشي عكسي.. نفسي أرجع أستغرب لما
أشوف حد بيرمي حاجة في الشارع أو بيزوّغ من تذكرة أو بيتف من عربيته!
الوقت اللي فيه هنرجع نستغرب من الحاجات اللي
"المفروض" غريبة هنبدأ نحل.. كل اللي محتاجينه في مجالات كتيرة مش أكتر
من جوز عيون جداد..
مساء الخير يا دكتور
ReplyDeleteطبعا صعب نركب جوز عيون جداد ..الحل بقى ان شاء الله اننا نقفل عنينا شويه لغايه ما الحال يتظبط فى البلد والدنيا تنظف من الفساد والامن يحترم الناس والمرور يتنظم ويبقى فى حارات لعربيات النقل الثقيل وحارات ثانيه للعربيات الملاكى والزباله تتشال من الشارع ..والفقير يبقى زى الغنى ..وساعتها نفتح عنينا حنلاقى كل شىء حلو وجديد وعنينا بقت تشوف كل شىء جديد وساعتها بقى حتكسف نرمى حاجه فى الشارع ونخجل لما نأخد رشوه ..ونتفزع لما نلاقى شحات فى الشارع
وتحيه للثوره
تحياتى
انا معجبة جدا بفكرة ربط المعلومات الطبية بالسياسية بالاجتماعية بجد رائع
ReplyDeleteاحنا محتاجين فعلا دم جديد يكون بيحمى مش دم بارد حلوة كالعادة يا ماجد :)
موافقة :)
ReplyDeleteالموضوع دا لفت نظرنا ليه دكتور عندنا فى الكلية
قال بعد ما تكتب ريبورت أديه لواحد زميلك مايعرفش الموضوع عن إيه يقراه ويطلعك الأخطاء ، علشان حتى عينه ماتفقاش حافظة سبيلنج المصطلحات.
الواحد ساعات لما بيحكى موقف حتى لو بيحكيه من وجهة نظرة وبتحيز شخصى لنفسى ، بس مجرد أنه بيعرضه .. بيخلى اللى قدامه يوريله حاجات كتير ماكنش واخد باله منها.
فى شعر بحبه قوى بيقول :
أبى السماوى ..
نادى لعازر فىّ ..
قبرى فتور ، وكفنى جهل وسطحيه ..
مرنى ياسيدى ..
مرنى فأترك الموت للموتى وأحيا حياة الأحياء ..
علمنى كيف أدهش ..
وأشفنى من مرض اعتياد الأشياء.
:)
المكان: أحد المكاتب الادارية في المركز القومي للبحوث بالدقي،الزمان:مش مهم، من كام سنة...كتيير،كان لازم أمر بصفة شبه يومية لمدة عشرة أيام أو أكثر لاستخراج بعض الأوراق الخاصة بعملي،ولأشاهد بعيني إحدي الموظفات تعاني الأمرين عند مرورها بين المكاتب من ضيق المسافة لدرجة التأفف والشكوي المسموعة،وتكرر المشهد فاقترحت عليها تغيير مكان المكاتب بشكل معين،خاصة وأن مساحة الغرفة تسمح بذلك،فكان ردها"ما تشغليش بالك احنا لسه هنغير ونشيل مكاتب..أتعودنا خلاص"!!(قصة حقيقية)..افتكر المكاتب لسه في مكانها!!ولسه نفس الموظفة أو واحدة غيرها بتعاني! يا تري الكسل والسلبية وعدم الرغبة أو القدرة علي التغيير مهما كان الضرر أو الألم أو حتي عدم الرضا هو السبب في التعود و الاعتياد علي الأوضاع و الاحوال أوحتي علي الأشخاص..ولا العكس؟؟! أشكرك علي التدوينة الأكثر من رائعة واعتذر علي الإطالة...تحياتي
ReplyDeleteFantastic and true... not only around us but within us as well.Thanks Maged
ReplyDelete=)) 7elwaaa awiii
ReplyDeleteNear-miss
ReplyDeleteفى أحد القطاعات المشتركة فى صندوق يشبه صندوق المقترحات. وغالبا اللى بيكتب ورقة ويحطها فى الصندوق دا بيبقى من خارج المكان (زائر - موظف جديد - عميل - ...). الورقة ليها شكل معين واسم معين
Near-miss
وبيقصد بيها أقرب حاجة عينك شيفاها ناقصة/غير موجودة وإنت بحكم إنك أول مرة تزور المكان سواء لمهمة عمل أو مهمة تدريبية أو جاى تركب حاجة أو تصلح حاجة غالبا عينك بتيقى قوية الملاحظة وبيقولوا عليها
Fresh eye
القطاع دا بيعتمد على
Near-miss
فى تعديل حاجات كتير وتظبيط حاجات أكتر وغالبا ما بيبقى فى مكافأة للشخص اللى يسجل
Near-miss
وتبقى فعلا صحيحة ومعها مقترح للتعديل
من كام سنتين تلاته كدا كنت فى مهمة تدريبية فى
أحد الشركات اللى مصنفة
World-class
ومن أول يوم سجلت 4 ملاحظات وأكد مسئولو الأمن الصناعى والصحة المهنية
إنها فعلا صحيحة وتم تعديل 3 منها قبل انتهاء المهمة والرابع تم اتخاذ خطوات لحله
ماهى شركة مصنفة وبتهتم أنها تبقى أحسن ما يكون
محتاجين عيون جديدة فى كل قطاع، وزارة، شارع،حارة فى كل مكان
محتاجين ناس بجد عايزا الاحسن
ناس تستحق انها فعلا تتصنف بأنها أحسن ناس
وأنا بيتهيألى إن غالبية المصريين يستحقوا التصنيف دا!!!
S
Like Like like
ReplyDeletethat's so true
Roza yousef
حلوه دي اويييييي :D :D
ReplyDelete