Saturday, October 15, 2011

الفايز الحقيقي

وقت إعلان الحاصلين على جايزة نوبل بيبقى دايما وقت ممَيّز مش بس للمرشحين لكن لعائلاتهم وبلادهم...بلاد كتير بتفتخر على غيرها بعدد الحاصلين على جوايز نوبل فيها..

وطبعا فيه معلومات طريفة كتير متعلقة بالجايزة..يعني مثلا واحد من الناس اللي فيه شبه إجماع إنه كان يستحق الجايزة على الرغم إنه ما أخدهاش كان غاندي..اترشح 5 مرات لنوبل في السلام لكن مافازش..وتم اغتياله يومين قبل ترشيحات سنة 1948 ومعروف إن ماينفعش في نوبل ترشيح حد بعد وفاته..السنة دي اللجنة اختارت إنها تحجب الجايزة وقالوا في الأسباب: إنه مافيش مرشح مناسب على قيد الحياة!

مواقف كتير كانت محرجة..يعني مثلا سنة 1926 جايزة نوبل في الطب كانت لجوهانز فيبيجر لاكتشافه إن فيه "طفيليات" سببت أورام سرطانية لفيران المعامل!..وطبعا الكشف ده إدّى انطباع إن علاج السرطان على الأبواب!

لكن الأعجب من كده كان إزاي الموضوع كله ابتدا..

ألفريد نوبل كان اخترع الديناميت ..ووقت وفاة أخوه فوجئ بجورنال فرنساوي بينشر نعي لأخوه (لكن واضح إن اللي نشره اتلخبط بين الأخ وألفريد) وكان العنوان "موت تاجر الموت"!

وقتها قرر إنه مش عايز تكون ذكراه في التاريخ بالشكل ده ..وكتب وصية بخصوص جوايز نوبل "للناس اللي بتقدم أكبر فايدة للإنسانية في السنة اللي قبل الترشيح"..

 ومات ألفريد نوبل..وطبعا قرايبه فُوجئوا وقت سماعهم للوصية..حتى الجهات اللي أَوكَل نوبل ليها إنها تشرف على تسليم الجوايز ماكانوش عارفين أي حاجة عن الفكرة قبل قراية الوصية..وعشان كده الموضوع أخد وقت لغاية ما بدأت الجوايز فعلا تتقدم (خمس سنين كاملة بعد وفاته!)

الراجل ده "اختار" إنه يغير مصيره..
الراجل ده اختار إن ذكراه يكون الناس فيها بتتناقش في مين أكتر حد خدم الإنسانية..

من تدمير وموت...لخير وتقدّم..
الراجل ده قرر إنه يغير حياته (أو يمكن ذكراه) 180 درجة..

أنا وانت في إيدينا نعمل كده..

مش مضطرين نفضل أسرى لاختيارات غلط عملناها قبل كده..مش مضطرين نقضي باقي حياتنا نندم ونبكي ونقول ياريت!

نقدر نختار مصير أحسن..

لو واقع في إدمان..لو مش قادرة تلاقي هدف تعيشيله..لو كاره الناس..لو شاعرة بفشل..لو أحلامك مش بتتحقق..لو شايف دمار في كل حاجة حواليك..
لسة تقدر تختار الخير والجمال والحق..
نقدر نختار التقدم والفرح والتفاؤل..

دمار ويأس وألم وبكا...ممكن يتحولوا لتنافس جميل على جايزة للي خدموا الإنسانية...تخيّل؟

مش هي دي قصة كل إنسان؟

إنسان بيختار يفضل في الدمار..وحد تاني بيلجأ لربنا سبحانه..وحده يقدر يحوّل كل دمار وألم وشر لخير وجمال وتقدم..

اللي فاز بنوبل اجتهد وكان مخلص.. لكن نوبل نفسه بذل مجهود رهيب عشان يصدّق إن ممكن "خير" يخرج من "ديناميت"..ممكن "تاجر الموت" يبقى "مصدر أمل"!

أقدر بثقة أقول إن اللي فازوا بنوبل كتير..لكن نوبل نفسه كان هو الفايز الحقيقي!

10 comments:

  1. مش مضطرين نفضل أسرى لاختيارات غلط عملناها قبل كده..مش مضطرين نقضي باقي حياتنا نندم ونبكي ونقول ياريت!

    نقدر نختار مصير أحسن..

    وحده يقدر يحوّل كل دمار وألم وشر لخير وجمال وتقدم..

    انا باصدق في الكلام ده قوي

    ReplyDelete
  2. تسلم يا ماجد على المقالة الرائعة :)
    لازم كلنا نتغير للأحسن و نبقى إنسان بجد
    نبطل نحكم على الانسان بدينه او جنسه او لونه او أصله أو ماله

    ReplyDelete
  3. :) beautiful as usual.Thank you for sharing these thoughts of light :)

    ReplyDelete
  4. من أجمل صفات تدويناتك ياماجد،إن لايمكن تحس بملل أبداً من إعادة قرائتها بالعكس كل مرة أتأثر بشكل ما وكتيرأرجع اقرأ تدوينات فات عليها وقت"ما ينفعش أقول قديمة"عشان إحساس معين عايزاه،هو ده الابداع المنير..أشكرك

    ReplyDelete
  5. هل نقطة النور في دنيا العتمه يمكن ان تنيرها .. او ستغمرها الظلمات فتندثر ؟؟ اشعر وكأنها تندثر

    ReplyDelete
  6. مبدعه كعادتك دائما يا صديق :)
    تحياتي

    ReplyDelete
  7. دائما كلامك يبعث بالتفائل . وفعلا الأجمل من انك تبقي سعيد أن تسعد من حولك وتترك ذكري طيبة . رائع يا ماجد

    ReplyDelete
  8. متفائل دايما ودا اللى كلنا بندور عليه والسبب الرئيسى اللى بيخلنى اقرا مقالاتك أكتر من مرة واحاول احتفظ بالروح اللى بكتسبها بعد القرية لاطول فترة ممكنة.
    المقال دا بالذات خلانى اركز فعلا هو اختارتى كانت غلط ولا ليه أنا مش على
    track
    ولا هو دا مجرد احساس.
    اصعب حاجة فى الدنيا لما الوقت يمر والواحد يكتشف إنه لسه ما وصل للطريق الصح اللى المفروض يكون عليه والاصعب لما ما يكونش عارف الطريق دا فين ولا يروحله إزاى أو يكون محتاج مساعده حد والحد دا غير معرف وغير متواجد!!!

    ReplyDelete