Wednesday, September 21, 2011

النهاية مش يوم 26

خلاص؟ النهاية قَرّبت؟ يوم 26 وللا 27؟ وللا السنة اللي جاية؟ وللا 21 ديسمبر 2012؟ وللا امتى؟

بالمناسبة.. مافيش نهاية!

لما اتخلقنا اتعملنا بطريقة خاصة مختلفة عن باقي الخليقة..اشتركنا مع باقي المخلوقات في المهارة والجمال والتعقيد اللي اتخلقنا بيه...لكن اختلفنا عنهم في إننا مش مجرد أجساد..مش مجرد إيدين ورجلين وراس..مش بس موجودين عشان ناكل ونشرب وننام..نتجوّز ونخلّف ونطلّع عينين عيالنا وبس :) ..نخترع ونفكر ونسافر وبس..

لكن اتخلقنا وجوانا نفس وروح جوة الأجسام..زي الـsoftware بالمقارنة بالـhardware..يمكن جهاز الكومبيوتر يتغير لكن غالبا بتنقل بياناتك والملفات والصور والحاجات المهمة على الجهاز الجديد..

الموت –على الرغم من إنه مخيف لناس كتير- مش هو النهاية..

زي بالظبط لما أنا خرجت من مرحلة الطفولة..ما انتهيتش..ولما انت اتجوزت انت ما انتهيتش [معلش عدّيها :) ]..لكن بدأت مرحلة جديدة..وفي المرحلة الجديدة دي انت مابقيتش إنسان مختلف تماما عن قبل كده..لأنك لازلت بتستخدم كل الأفكار والمهارات والمعلومات والخبرات اللي اكتسبتها في الطفولة وقبل الجواز...

الدخول لمرحلة جديدة مش معناه النهاية...

أنا وانت النهاردة في الوضع اللي احنا فيه بسبب الأكل اللي أكلناه واحنا أطفال..المزيكا اللي سمعناها..الكتب اللي قريناها..اللعب اللي لعبناه..الأماكن اللي رحناها..الأفلام والأغاني والسفر والبكا والمدارس والنوم والهزار وكل حاجة مرينا بيها شكلت فينا...
المراحل اللي عملنا فيها الحاجات دي خلصت..والأوقات اللي اكتسبنا فيها الخبرات دي عدت لكن احنا ما انتهيناش لما بدأنا مراحل تانية..

وصولنا للمرحلة اللي فيها أجسادنا مش هتكون موجودة (المرحلة اللي البعض ممكن يسميها الموت) مش معناه وصولنا للنهاية..أرواحنا مش بتموت..مش معمولة عشان تموت..ولما أجسادنا تكون قامت بالوظيفة وحققت الغرض منها مش هنكون محتاجينها تاني..

لكن..
 لكن كل مهارة وخبرة..كل كتاب أو فيلم..كل حاجة بأسمعها أو أقراها..بتضيف لروحي.. ومافيش حاجة مش بتفرق..
كل حاجة بازرعها النهاردة ليها تأثير..
كل مكان باروحه وكل صاحب باعرفه بيفرق..

كل استثمار باعمله النهاردة وانا بجسمي مش بيرُوح على الفاضي..

عشان كده مش هأقوللك: "ماتخافش"..النهاية مش يوم 26..
ولا هأقوللك: "خاف"..لأن النهاية مش يوم 26..

أنا بس هأفكر نفسي وأفكرك إن موت الجسم مش هو النهاية..والمعلومة دي مخيفة لناس كتير لكنها مبهجة ومشجعة لناس كتير برضه..

اشتغل واجتهد..اتعلم وحاول..ابني في الحاجة اللي هتفضل موجودة..الجسد كده كده مش قاعد..لكن الروح مالهاش نهاية..

النهاية مش يوم 26! :)


7 comments:

  1. انا بقى طالبه معايا النهايه تكون 26 .. بس مش عايزها تنتهي قبل ما الثورة بتاعتنا تكمل :)

    ReplyDelete
  2. ماجد انا عندى مصيبه لان عيد ميلادى يوم 27 !!

    ReplyDelete
  3. الكلام منطقى جدا ومرتب بشكل موضوعى بس كل ما أشوف اللى حواليا أحس الناس بتتكلم علشان تملا الفراغ ولو بتقرأ يبقى علشان تعدى الوقت وبقيت الفوضى هى السمة السائدة وأنا تعبت جدا وبتمنى فعلا إن النهاية تبقى يوم 26 على الاقل لانى هحاول أبقى إيجابى لغاية التاريخ دا بس بعد كدا مش متأكد

    ReplyDelete
  4. أنا مش مستعجل يا سيدي,,,تيجي علي مهلها :)

    ReplyDelete
  5. Maged!

    You are rare! Thanks for the reminder dear.

    M ;)

    ReplyDelete
  6. Good analysis and message. Brings back the thinking to what it lasts. Thank Maged.

    ReplyDelete