Saturday, October 13, 2018

أربع دقايق وتلاتة وتلاتين ثانية

لما أصحابنا بيثقوا فينا لدرجة إنهم بيشاركونا مشاعرهم ومخاوفهم، ساعات كتير بحُسن نيَّة مش بنعرف نرد إزاي. مش بنبقى عايزين نقول معلش ولا عايزين ننصح. بنحاول مانقارنش المشكلة أو التخوُّف أو القلق بحاجات تانية أصعب على اعتبار إن اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته
 
لكن مرات قليلة قوي اللي بنعرف نساعد، ولما ساعات بنحط نفسنا مكان الصديق اللي بيسمع المشكلة مش بنعرف لو مكانه هانقول إيه
 
اللي بيفضفض ده بيكون عايز يقول حاجات كتير، حاجات عميقة ومهمة وصعبة، لكن يا ترى بيكون عايز يسمع إيه؟ يعني بعد ما قال كل اللي جواه، منتظر يسمع إيه؟
 
listen!
لو فيه أغنية أو مقطوعة موسيقيَّة ينفع أرد بيها على حد فضفض بمشاعره ليَّ، يا ترى إيه المقطوعة دي؟ موَّال يشكي هموم الناس؟ ولا لحن سريع مُبهِج مشجِّع؟ ولا مزِّيكا هادية تطمِّنه؟
 
مقطوعتي المفضَّلة اللي أحب أسمعها لو شاركت حد من أصحابي بمشاعر صعبة هي مقطوعة اسمها 4 دقايق وتلاتة وتلاتين ثانية، ودي مقطوعة ’كتبها‘ جون كيج سنة 1952، وهي عبارة عن تلات أجزاء من غير ولا أي آله ما تعزف فيها! وكانت فكرته وقتها إن ما فيش حاجة اسمها ’صمت كامل‘، حتى لو ما فيش آلات بتعزف. كان عايز يشجَّع الناس تسمع بإنصات لكل حاجة حواليها حتَّى لو ما فيش كلام بيتقال أو لحن بيتعزف
 
الفكرة في المقطوعة دي كان مصدر جدل كبير، وتساؤلات عن إمكانيَّة إعتبار السكوت مزِّيكا، وسواء اتفقنا أو اختلفنا عن مدي موسيقيَّة المقطوعة دي لكن متهيَّالي كل حد بيفضفض بيكون محتاج حد يسمع، حد يسمع في صمت وتركيز شديد، حد يسمع من غير ما يكون بيجهِّز ردود أو نصايح أو تشجيع أو توبيخ
 
أنا كمان محتاج أطلب من كل حد بأفضفض ليه إنه يكون بيسمع بس، من غير ما يكون تحت حِمل إنه يفكَّر في رد
 
 



2 comments:

  1. Your advice is logic. Failure causes a lot of heartaches to relationships. Perhaps their is a lesson to learn here.

    ReplyDelete
  2. المشكلة ان اللى بيحكى مشكلة يكون عايز رد .. هى دى الحيرة

    ReplyDelete