Sunday, March 1, 2015

خمسين نيلة

فكرة "الأمل" عند كتير مننا فكرة مشوَّهة.. بتعتمد مرَّات كتير على مفهوم إننا لسَّة ما وصلناش لأسوأ وضع ممكن، وبالتالي فيه أمل.. كما لو إن الأمل هو مجرَّد فكرة سحريَّة هلاميَّة نلجأ ليها أوّل ما نحس إننا متضايقين أو أوّل ما نحس إن الدنيا وحشة..

الأمل المعتمد على تفكير مليان بالأمنيات هو أمل وهمي، أمل مش مبني على أي علامات أو بوادر إن الدنيا هاتكون كويِّسة.. لما شركتي أو بلدي أو بيتي أو علاقاتي تكون بتمر بظروف صعبة مش كفاية إنِّي أقول "لأ، إن شاء الله كلُّه هايكون كويس" كما لو إن الكلمات دي فيها سحر هايخلِّي كل حاجة كويسة..

مرَّات بنبص على الأمل على اعتبار إننا ما بقيناش زي فلان أو فلان، أو ما وصلناش لمرحلة الشركة دي أو البلد دي أو الشخص ده.. فكرة إننا متنيلين بخمسين نيلة بس (مش ستين) ممكن يكون بيدِّينا إحساس وهمي بالأمل..


أعتقد إن الأمل موجود في حالة واحدة بس، لما نعرف إننا في مشكلة ونسعى للحل.. لما نعترف إن فكرة خمسين نيلة مش أحسن من ستين نيلة ولا حاجة، بل بالعكس: كل ما بدأنا نعالج المشكلة قبل ما توصل لمرحلة الستين نيلة كل ما كان أحسن.. مش عيب إننا ما نكونش أحسن بلد، لكن العيب إننا نوهم نفسنا بأمل حالم مش مبني على أي بوادر.. ونكتفي بالأمل ده على اعتبار إنه لوحده كده هايشيل كل المشاكل..

الأمل موجود لما نتعامل مع مشاكلنا بتواضع، ونقرّ إننا لسّة قدامنا كتير، مش لما نقاوح ونصمم إننا مش متنيلين بستين نيلة، على اعتبار إنهم خمسين بس!

No comments:

Post a Comment