Friday, September 12, 2014

لوددتُ أن أكونَ إنسانًا

 افتخار أي إنسان بجنسيته في الغالب بيُقابل برد فعل من اتنين.. يا إما انتقاد للفكرة (على اعتبار إن الجنسية هي حاجة الواحد ماتعبش عشان يحصل عليها، وعشان كده مش منطقي إنه يفتخر بحاجة مالوش يد فيها) أو استحسان كبير للفكرة.. الاستحسان غالبًا بيكون على أساس إن الاختيار هنا هو اختيار "الفخر".. بمنطق إنه على الرغم إن ماليش دور في اختيار جنسيتي، لكن لي اختيار إني أفتخر أو أتكسف من الجنسية دي، وبناءً على كده فاللي بيفتخر بيبقى "تمام"..

وهنا بييجي موقف اتكرر الفترة الأخيرة في كذا دولة كان حد من مواطنيها يا إما ضحية عمل إرهابي يا إما مُنفّذ ليه.. فكرة إن صحفي اتدبح بسبب جنسيته، أو فكرة إن اللي دبحه باين من لكنته إنه من دولة معيّنة، كل ده كان موضع بحث وتفكير ومناقشات كتير..
هل ممكن حد يتولد ويتربى ويعيش كل عمره في بلد من البلاد "المتقدمة" وينتهي بيه الأمر إنه "يدبح" بني آدم تاني؟.. ممكن حد يكون مولود ومتربي في عيلة "متدينة" أو "وطنية" أو "وسطية" أو "غنية" أو.. أو.. أو، ويكون سبب إرهاب أو تعذيب أو تخويف ناس تاني؟

متهيألي إن المناقشة عن الجنسية هي مناقشة "غريبة" في السياق ده.. أشبه شوية بمناقشة طول الشخص أو لون عينيه أو شكل صباع رجله التاني وعلاقة ده بذوقه في المزيكا!

كنت أفضّل إن جنسيات البشر تكون مجرد تسميات تسهّل التعامل الرسمي وتقسيم الموارد وتيسّر التواصل بين البشر.. مسألة تنظيمية بحتة، أشبه كده بفكرة الأسماء.. إلا إن الظاهر إن حتى فكرة الأسماء ولو إننا عارفين نظريًا إنها فقط لتسهيل التعامل (بدل ما نرقّم الناس)، بقت بتأثّر في توقعاتنا لشخصية الناس.. فأكيد طبعًا اللي اسمه رامي أو عمرو أو كريم أو يوسف هايبقى شخص "لطيف" واللي اسمها نانسي أو ساندي أو ريم لازم تكون رقيقة..

عن نفسي، لو لم أكن مصريًا، لوددتُ أن أكون إنسانًا.. بأي جنسية.. مصري أو غير مصري.. بأي جنسية تسمحلي أمارس إنسانيتي.. أكون قادر أشوف الجمال والخير.. أكون قادر أشوف في القتل والدبح والظلم والإهمال حاجات "غريبة".. وأكون قادر أشوف في النور والخير والحلم والصبر حاجات "عادية".. حاجات "طبيعية".. ماأكونش محتاج "أشجب" و"أندد" ولا حتى "أُعرب عن قلقي البالغ" ليل نهار.. ما أكونش محتاج أفسّر وأشرح قد إيه الرحمة والعدل والحب والضحك حاجات جميلة! ما أكونش محتاج أثبت إن الجمال هو الأصل..

أحب أفكر نفسي بإني قبل ما أكون بأحمل جنسية بلد معينة، لغة معينة، أو معتقد سياسي، أنا بأحمل إنسانيّة بأشترك فيها مع كل البشر.. إنسانية أتمنى إني أقدر أستثمر فيها أضغاف أضعاف استثماري في أي تقسيمات تاني.. 

يمكن ماأكونش اخترت جنسيتي، لكن طول الوقت عندي فرصة إني أختار إنسانيتي!  


3 comments:

  1. ياااااااااااااااااااااااه يا ماجد٠٠٠أبكيتنى٠٠٠أصبحنا نبحث عن إنسانيتنا في ظل هذا العالم المضطرب٠٠٠حقا٠٠لوددت أن أكون إنسانا٠٠شكرا ٠٠فكر راقى ٠٠رائع٠٠عميق٠٠إنسانى
    ٠٠٠N

    ReplyDelete
  2. Being a human is more important than having specific nationality.

    ReplyDelete