Thursday, September 18, 2014

موسم دخول المداعش

 كتير مننا بقى عندنا اقتناع إن البُعد الجغرافي لداعش مش بيقلل من الخطر خصوصاً لو كنا صادقين مع نفسنا وقادرين نشوف قد إيه أجزاء كتير من مجتمعنا بتُعتبر تربة خصبة للإقصاء واعتبار الآخر أقل (أي آخر) وإننا لو مش وحشين قوي في إننا نولّع في الآخر لكن ممكن يكون توجّهنا إنه "ياكش يولع"!

لكن مع النظرة دي اللي ممكن تبان "عميقة" (باعتبار موضة العُمق الكام شهر دول)، إلا إن أغلب حلولنا اللي بنتخيلها هي حلول داعشية.. عايزين نقضي على الإقصاء عن طريق إقصاء اللي بينادي بالإقصاء..! عايزين نطفّي النار بنار أقوى منها.. عايزين "نقتل" اللي "بيقتل" عشان "القتل" وحش! ناسيين إن الكُره والإقصاء والانتقام مش هو ده الكاتالوج بتاعهم!

بصيص الأمل موجود، لكن يمكن في الأجيال الصغيرة.. الأجيال اللي لسة مش "متمرّسة" في العنصرية.. الأطفال الصغيرة اللي لسّة مش بيسألوا إنت مسيحي ولّا مسلم ولا صعيدي ولا بحيري.. اللي لسّة ما بقاش عندهم "الخبرة العظيمة" بتاعتنا في "تصنيف" الناس على حسب لابسين الحجاب شكله شيك ولا شكله "بلدي" ولا مش لابسين حجاب.. لسة يا حرام "بُسطا"..

إذا كان الأمل موجود في الأطفال دول، فالمدارس هي السياق اللي يا إما هايكمل في نقل "الخبرة" و"المعرفة العظيمة" بتاعتنا للأجيال الجاية، يا إما هايكون السياق اللي بينضّف ويطهّر وينقّي.. السياق اللي بيفرش أرضية منوّرة، بيمهّد أرض كويسة ينفع يتزرع فيها خير وقبول وتسامح وبشاشة..

سهل قوي إننا نفتكر إن الشر والظلم والقتل لازم يكونوا بيترد عليهم بنفس القوة والعنف.. اللي صعب هو إننا ننوي إننا نشوف الخير ونربّي الحب ونُنشر القبول..

مع جَو دخول المدارس والكشاكيل الجديدة والأساتيك والبرايات والمقالم.. مع موسم البدايات الجديدة مع كل طفل لسة رجله ما خدتش على الجزمة الجديدة، ولسة الكشكول بتاعه أول كام يوم "ماعدّاش النُص" فيقدر يسلّف صاحبه ورقة "مِجوز".. ومع كل مدرس داخل الفصل أول يوم وبيقول ربنا يستر كام عيّل شقي وكام عيّل عايز يتعلم.. مع الجو ده، عندنا كلنا فرصة جديدة.. مش فرصة لنبذ العنف والتأكيد على إن الإرهاب لا دين له، ولا فرصة إننا نورّي قد إيه الإرهابيين دول "أشرار ووحشين" و"هايتشووا في النار".. لكن يمكن فرصة إننا نجرب نُنشر الاحترام والجمال والخير.. نجرّب نشوف في الجيل الأصغر بذرة أمل.. نور صغير ممكن نلحقه.. حتّة بساطة وتفاؤل وإقبال على الحياة.. وبدل ما نحس إنه "يا عيني على العيال الصغيرين! مش عارفين اللي فيها!"، نكون بنشوف فيهم الحل (وجايز يكون الحل الوحيد)!


كل مدرس ومدرسة وأب وأم وكل حد عنده ناس في العيلة هايبدأوا سنة دراسية جديدة وكل حد في مجتمعنا هايشوف عيال لابسين لبس المدرسة و"زاحمين" الشوارع، كلنا عندنا اختيار إننا نحط أملنا في العيال دي.. ونشاورلهم على الرحمة والحب والأمل والجمال والضحك.. نورّيهم خير ونور وتشجيع ومساندة.. نطفّي النار بالميّة، ونحمي مجتمعاتنا من الشر بالخير.. ونكون بنعمل معروف في عيالنا وبلدنا..وترجع المؤسسات دي اللي بيقضي فيها الأطفال وقت طويل ترجع تكون مدارس، مش مداعش!

6 comments:

  1. عايزين نقضي على الإقصاء عن طريق إقصاء اللي بينادي بالإقصاء..! عايزين نطفّي النار بنار أقوى منها.. عايزين "نقتل" اللي "بيقتل" عشان "القتل" وحش!

    amazing article

    ReplyDelete
  2. الله عليك ...
    تقول لمين بس والكراهية شبعّت الجو حتى الثمالة ..
    انا بقيت مقتنعة بكدا فعلا ان الأمل ف الصغيرين والكبار خلاص كدا شكرا
    مفيش فايدة فيهم
    بس المشكلة ان اللى بيشاركك ف تربية العيال ناس كتير قوى
    واغلبهم دماغه عاوزة تتنضف او تتنسف من اساسه
    نعملها ازاى دى بس .. ؟

    دايما اراهن على الفطرة
    والبراءة اللى عند العيال .. انها تغلب
    ويارب ما يخلف ظنى
    احنا مش ناقصين الصراحة ...


    تسلم ايدك
    كالعادة .. جميل وصافى

    ReplyDelete
  3. Thumps-up!! Thank you :)

    ReplyDelete
  4. يا ريت٠٠ياريت٠٠ياريت٠٠
    مقال أكثر من رائع٠٠شكرا ماجد
    N

    ReplyDelete
  5. كلام حلو بس عندي اعتقاد ان ماهما كلمنا ولادنا والجيل الجديد الكلام هيكون تأثيرة محدود لان المهم الفعل يعني اولادنا بيقلدونا اسهل من انهم يسمعوا وينفذوا حاحة ماشفوف البيت او اي قدوة دينية او مجتمعية بينفذها

    ReplyDelete