استخدامات اللغة كتير لكن لو فيه أهمية واحدة بس للغة
فأكيد أهميتها هي التواصل.. سواء الناس استخدمت لغة فصحى أو عامية أو لغة دارجة
فيها مفردات جديدة فالهدف الأول المفترض يكون التواصل..
لكن فيه تعبير في اللغة اسمه "ما وراء اللغة"
أو metalanguage .و ما وراء اللغة هو
"اللغة المستخدمة للكلام عن اللغة".. يعني الكلام الي بنقوله وإحنا
بنتكلم عن الكلام نفسه! زي مثلا لما نبقى قاعدين بناكل أو نحكي وبعدين أقولك
"إنت عارف إن الإسكيمو عندهم 100 كلمة لوصف التلج؟".. هنا أنا بأتكلم عن
"كلمات" سواء في لغة تانية أو في نفس اللغة.. وغيرها كتير من المواقف
اللي بتلاقي نفسك بتقول لحد "إنت عارف إن كلمة بوسطجي وعربجي وبلطجي وغيرها
من الكلمات اللي نهايتها ـجي بتدل على الوظيفة؟ وإن أصلها اللغة الفلانية؟"
وعلى الرغم إن بعضنا بيحب فكرة معرفة أصل الكلمات وإيه
اللي أصلا تركي وإيه اللي من الفرنساوي وهكذا.. لكن تخيّل لو طول الوقت واحد صاحبك مش
بيعمل غير إنه "يتكلم عن الكلام"! مدرسين اللغة وبعض اللي دارسين تاريخ
بيبقوا ساعات كتير مهووسين بالحكاية دي لدرجة مستفزة بصراحة.. والاستفزاز مش ناتج غير
من فكرة إنك سايب التواصل اللي هو الهدف الأساسي من الكلام ومش بتعمل حاجة غير إنك
تكلمني عن الكلام!
لو بأربّي ابني هأضرّه أكتر ما هاأفيده لو مش بأعمل حاجة غير
إني أكلمه عن "التربية".. ولو على تويتر مش بأتكلم غير "عن" تويتر زي مين عمل فولو ومين بيريتويت وتويتر كان شكله إيه زمان غالبا الناس هتزهق!
لكننا في الواقع العملي بتاعنا بنشوف ناس كتير بتعمل
الحكاية ده بس يمكن مش في اللغة بس.. بنشوف ناس كتير "بتتكلم" عن
الديمقراطية.. "بتتشدق" بالحقوق والاحترام وحق تحقيق المصير لكل شعب لكن
معظم القصة "كلام عن الديمقراطية".. مش بس كده.. لكن في مجال الأخلاق أو
العلاقة الروحانية بالخالق سبحانه.. كام حد بنشوفه "فعلا عايش" أخلاقه
في مقابل كام حد "بيتكلم" أو"بيوعظ" أو"بيُخطب" عن
الأخلاق والمحبة والسماحة والاحترام؟
كلامنا عن الكلام ممكن يبان لطيف لكنه مش تواصل..
وكلامنا عن الحب وقبول الآخر والتسامح هو في نفس درجة اللطف لكنه مش دليل على وجود
الحاجات دي في حياة اللي بيتكلم بيها..
كتير من مدرسين اللغة فاكرين إنهم عندهم قدرة على
التواصل باللغة لمجرد إنهم بيعرفوا يتكلموا "عن" اللغة.. وعادة بيبقوا
مبهرين.. وبيبانوا هايلين وعلى معرفة قوية.. لكن ممكن يكونوا مش بيعرفوا غيركده..
ونفس الحكاية مع رجال دين أو ناس بتنادي بمبادئ محترمة ومش بيعملوا غير إنهم
بيتكلموا ويشرحوا للناس ويوضّحوا ويفسّروا آيات ونصوص ومواقف تحض على المحبة
والسلام والقبول.. في حين إن كنّا نتمنى نشوفهم عايشين المبادئ دي.. حاسّين بيها
وبيستخدموها بصفة مستمرة في حياتهم للدرجة اللي مانحتاجش فيها إننا نستفسر أو نطلب
أسانيد على وجود نصوص للحب والإخاء..
استمتاعي باللغة هو مش استمتاع "باستعراض" أصل
كل كلمة بقدر ما هو القدرة على استخدام اللغة في التفاهم والتواصل..
لو أنا مش
عايش المبادئ اللي أنا عمّال أحاول أقنع الناس إنها صح يمكن أكون مش بأعمل أكتر من
إني بأتكلم عن الكلام!
اختيارك للصور مش معقول :))
ReplyDeleteوطبعا كالعادة المضمون رائع
هو فعلا مش كل واحد بيقدر يعيش اللى بيقوله وبيعلمه ممكن واحد يتكلم عن انه مش هيقول غير الحق مهما حصل لكن وقت الجد ميقدرش ينفذ لان الحق ده ممكن يطلعه امام ناس كتير انه عنيف او غير محب مع ان العكس هو الصحيح ـالشخص الواضح اللى مبيقولش غير اللى بيؤمن به فعلا بيكون فى اوقات كثير غير مرغوب فيه وللاسف مش كل واحد عنده موهبة انه يكون بوشين واحد يرضى به الناس وواحد يمثل حقيقته اللى مش عاوز حد يعرفها
ReplyDeleteإمممممممممممم كلام جميل. و الاختصار مطلوب
ReplyDeleteحاااااااااضر
DeleteNice post.You remind us of
ReplyDelete"bayya3een elkalaam"...w ma
aktharhom these days.Thanks
Ya Maged.
N
Well, this is one great post from 2 years ago or from today. It fits very well. Thanks . It is fantastic one..
ReplyDelete