الرقابة المركزية في حياتنا هي الحياة وكل الحياة :).. مانقدرش نعيش من غيرها.. أفتكر
وأنا صغير كنت مرات أبقى عايز أعمل حاجة عارف إن أمي مش هتوافق عليها.. كنت أروح
أستأذنها.. ماكنتش ترضى تقوللي لأ أو آه.. كانت ساعات كتير تقولي "الحاجة دي
غلط عشان كذا وكذا.. لكن إنت حر".. كنت أتجنن من كلمة "إنت حر"
وأفتكر كذا مرة إني كنت أقولها "ماتقوليليش إنت حر"..
الحرية مصيبة.. الحرية غامرة.. الحرية هي iPad لطفل عمره 5 سنين.. غالبا غير
قادر على استيعاب كل إمكانيات "الجهاز العجيب" ده.. الحرية محيرة..
مليانة اختيارات.. مليانة تحمل للمسئولية عن اختيار ممكن يكون غلط أو صح أو مش
مناسب للوقت ده..
وعشان كده مش غريب إننا نكون ميّالين إن "ماما" هي
اللي تختارلنا طول الوقت.. هي اللي تقول "ماشي.. اعمل كده" بحيث إن هي
اللي تتحمل المسئولية.. أو هي اللي تقول "لأ.. ممنوع" بحيث هي برضه اللي
تتحمل غضبنا وإحساسنا "بالقهر".. لكن تقوللي "إنت حر" ؟ حرام :)
ولأننا لما بنكبر بنحتاج "ماما" مختلفة..
فعايزين الحكومة تبقى هي ماما.. الحكومة هي اللي تصادر الكتب "الوحشة"..
أصل الكتب دي ممكن "تبوّظ" العقول.. والحكومة هي اللي تقوم بالرقابة على
الأفلام اللي بتتعرض في السينما.. عشان لو فيه فيلم "وحش" ماحدش من
الناس اللي يا حرام غلابة يروح ويتفرّج عليه و"يضطر" يا عيني إنه
يشوفه..
وأنا هنا مش بأتكلم على مناهج دراسية إجبارية.. ولا
بأتكلم عن برامج على التليفزيون الرسمي بتتعرض في نفس توقيت برامج للأطفال وأوقات
مشاهدة ممكن تكون مش مناسبة لسن معين.. لكن أنا بأتكلم عن أفلام في السينما ينفع
يتحط عليها سن معين.. كتب ينفع إني أختار إني ما أقراهاش.. YouTube clips ممكن أشوفها وأنا بنفسي أقول
"إيه الهبل ده".. لكن لأ.. إزاي.. إحنا هنا بنقدم خدمة خمس نجوم..
الدولة نفسها هي اللي هتقولك لو الكتاب ده "حلو" و"مناسب"
ولّا لأ.. حلو ومناسب من وجهة نظر مين؟ مش مهم.. هيبقى غالبا من وجهة نظر اللجنة
اللي بتقرا (أو بمعنى أصح مش بتقرا) الكتاب ده..
الكوميدي في كل القصة إن الشباب والأطفال ممكن يتعرّضوا
لأفلام تافهة ولا تحمل أي قيمة فنية ولا مهنية في تصوير أو تمثيل أو غيره لكن ما
دام الأفلام دي مافيهاش عُري واضح أو شتايم جنسية مباشرة يبقى خلاص..
وإحنا في 2012 صعب جدا إن الأب أو الأم أو الدولة يقوموا
بالرقابة على كل اختياراتنا.. ولو كل حاجة مسموحلي إني أقراها أو أشوفها عدت بالفعل على رقابة إذاً فين
النُضج في اللي أنا بأعمله إذا كنت أصلا ما أقدرش أعمل غيره؟
اللي ربّى وكبّر خلاص ربّى وكبّر.. وغالبا بدل ما نبّه أطفاله
لمحاذير وممنوعات وكتب مُصادرة وأفلام مسيئة, ربّى جواهم القدرة على
"الاختيار".. القدرة على تمييز الجيد من الرديء.. المفيد من الأي كلام..
اللي بيبني ويمتّع ويُنضج من اللي بيهد وبيوقّع..
صادر الكتاب وإلغي عرض الفيلم وحاكم المعارضة.. لكن هل انتهت
وسائل الحصول على كل الحاجات دي لما إنت منعتها؟ ولّا بالعكس إنت ساعدت في حملة
"تشويق" و"تحفيز" للناس إنها تشوف الحاجة "الوحشة"
اللي "كله بيتكلم عنها"..
كان ينفع وإحنا أطفال تبقى طريقة
التعامل هي "عايز تحيّره.. خيّره".. لكن أعتقد النهاردة وإحنا في عالم كل
الاختيارات فيه متاحة محتاجين نتحرك ناحية "عايز تكبّره؟.. علّمه يختار..
وخيّره"
بدل ما تختارلي وتقررلي إيه اللي أشوفه وأقراه.. علّمني أختار.. إدّيني أدوات أعرف بيها أنقّي.. وسيبلي الباقي.. إنت بس علّمني أختار..
This is exactly what is needed:to learn how to choose,so that we won't be like "elqatee3",all doing the same thing,going the same direction ...etc. Wonderful,important and very useful post.Thanks ya Maged.
ReplyDeleteN
Great article. more to come I hope.
ReplyDeleteIf the almighty God Himself, gave us the freedom of choice to choose whether to follow Him or not, how much more should authorities NOT grant itself this type of control over us? At least God could have created us as robots in the first place, but He chose not to.
ReplyDeleteكلمات بسيطة
ReplyDeleteربي صح
ازرع الدين الصح في قلب الطفل
يكبر صح
يعرف يختار صح
مدونتك اكتشاف :)
ReplyDeleteربنا أعطانا حق الاختيار في بشر بتعمل أوصيا وألهة للأسف ... جميلة اوي
ReplyDeleteإنت ساعدت في حملة "تشويق" و"تحفيز" للناس إنها تشوف الحاجة "الوحشة" اللي "كله بيتكلم عنها"..
ReplyDeleteالجمله دى بقولها كل يوم بس باسلوب مختلف عن التانى
احنا اتربينا على ... لا خاب من استشار .... وساعه الاستشاره يصر الاقرار بقضى الامر الذى فيه تستفتيان ... ويتم الغاء الاختيار مباشره للاسف