عدد الأبحاث العلمية اللي اتعملت عن "العمل كفريق" عدد
كبير جدا.. وكتير من الأبحاث دي بيناقش إزاي فريق العمل بيتكون وإيه المراحل اللي
بيمر بيها لحد ما يخلّص المهمة بتاعته وإيه أسلوب إدارته وغيرها من التفاصيل..
كمان أبحاث كتير بتشوف تأثير وجود ناس من خلفيات وجنسيات مختلفة جوة الفريق ومدي
فاعلية أو ضرر ده للعمل ككل..
لكن من ضمن الظواهر اللي ناقشتها أبحاث كتير هي ظاهرة
تميل للسلبية موجودة في كتير من فرق العمل خصوصا فرق العمل اللي بتشتغل مع بعض
لوقت طويل وفاهمين بعض ومتعاونين.. الظاهرة دي سمّوها Groupthink أو "تفكير المجموعة"..
الظاهرة دي زي ما باين من الاسم بتشرح التوجّه العام
لأسلوب التفكير جوة المجموعة مش أسلوب تفكير الأفراد منفصلين.. وفي كتاب شهير اسمه
Management and
Organisational Behaviour بيشرح الظاهرة بإنها "تدهور
في الكفاءة الذهنية واختبار الواقع والحكم العقلاني كنتيجة للضغوط الناتجة عن
الانتماء للمجموعة" وفي حالات كتير تفكير المجموعة ممكن بسهولة يخلي المجموعة
ككل تبعد عن التفكير السليم والواقعي.. الكتاب بيكمل ويقول إن الظاهرة ممكن تكون
موجودة في أي مجموعة بيُعتمد عليها بطريقة أو أخرى في صنع قرارات..
من علامات وجود "تفكير المجموعة" حاجات كتير
زي مثلا: التفاؤل الشديد واتخاذ قرارات فيها مخاطرة مع إحساس عام في المجموعة بإن
المجموعة دي بالذات أقل عُرضة للخطر من غيرها (ولأن المسئولية متوزعة على الكل مش
واحد بس.. بيبقى أسهل إن المجموعة كلها تخاطر).. أي اعتراض من برّة المجموعة على
قرارات المجموعة بالإجماع غالبا بتُواجه بالتبرير.. اقتناع تام بوجود مبادئ ومثل
أخلاقية للمجموعة وده بيخلّي برضه فيه إحساس عام بإن الحاجات اللي بيقرروها
"صح" "على طول" أو على الأقل تحمل كل الميول السليمة..
والحاجات دي من المفترض إنها تزيد في المجموعات الأكثر قُرب
وتفاهم بين أفرادها.. اللي بيزوّد المشكلة إن بيكون فيه ميل من الأفراد
"للمواءمة".. يعني محاولة إني أقول رأي "شبه" الرأي اللي متوقع
الأغلبية يقولوه.. ده أسهل وأضمن وبيزوّد "وحدتنا وقوتنا" كمجموعة..
والخطوة دي بالذات بتقود لخطوة أخطر وهي إن أغلب أفراد المجموعة
"بيفلتروا" كلامهم واقتراحاتهم قبل ما بيقولوها.. وبالتالي الموضوع
"بيتنيّل زيادة" لأن الإحساس العام إنه "كلنا موافقين" أو
"آراءنا متشابهة جدا" وإن "مافيش خلاف" بيزّود فكرة تفكير
المجموعة وكل المخاطر بتاعته..
يمكن ده يسهّل شوية إننا نفهم ليه كل اللي بيشتغلوا في
نفس الحكومة غالبا بيتكلموا زي بعض وبيشوفوا المعارضة بنفس الطريقة وبيستخدموا
تعبيرات متشابهة.. ومش بس الحكومات.. لكن الناس اللي بتشتغل مع بعض وقت طويل..
الجماعات الدينية اللي مقفولة على نفسها لفترات طويلة (سواء بقى شباب أو مش شباب).. بعض الجامعات أو المؤسسات
المختلفة اللي ببساطة أي حد برّاها بيبقى شايف الحقيقة واضحة "زي الشمس"
لكن تلاقيهم كلهم بيقولوا نفس الكلام.. واللي ساعات بيحيّر أو يغيظ هو إنهم – مش دايما
ومش كلهم – بيكونوا أُمنا في آراءهم.. وجايز يكون هو ده "غسيل المخ
الإرادي".. أو "إعادة البرمجة التدريجية" لكل فرد موجود في جماعة
وبيسعى لأنه "يتوافق" و"يبقى زي الباقيين"..
الآراء الجديدة والزوايا المختلفة لمواضيع كتير مش بتيجي
"بالخبرة".. بتيجي باحتكاك بناس تانية.. ناس مختلفة "عننا".. "إحنا"
ممكن نكون المكتب اللي شغال فيه أو الشلة اللي ليل نهار معاهم أو الجماعة الدينية
اللي بأتبعها أو الحزب اللي مش بأقرا أفكار لغيره..
وعلى قد ما فِرَق العمل بتبذل مجهود ضخم عشان "تقرّب"
الناس من بعض عشان ينفع يشتغلوا كويس, فأعتقد إن المجهود اللي محتاج "يكسر
القوالب" بتاعة تفكير المجموعة ممكن يكون مجهود أصعب ومحتاج حد يلاحظه..
أيوة طبعاً فيه صعوبة لو فريق العمل مافيهوش توافق.. لكن فيه برضه خطورة لو كل حاجة بيقولوها بيتقال عليها "موافقون"
Great post.Thanks ya Maged for making
ReplyDeleteus think more of things we thought:
"that's the way they should be".
N
The picture is brilliant as well.Liked it.
ReplyDeleteN
الله! دايما عندك تحليل عميق للامور اللي تبان عادية لعيون الغالبية العظمي من الناس...بوست هايلة..تحياتي
ReplyDeleteوهمية ! :)
ReplyDeleteGreat article, and it is so true. Difficult subject to tackle. Thanks Maged
ReplyDelete