وأنا طيب؟

إيه الأسهل؟ مشاركة الناس أحزانها ولا مشاركتهم أفراحهم؟ أعتقد إن الأسهل هو مشاركتهم أحزانهم. سهل إني أتأثر لما حد تجراله حاجة صعبة أو يشعر باحتياج مادي أو تقابله مشكلة صحية، لكن يمكن صعب إني أتبسط بجد لحد تاني عمل إنجاز أو اترقَّى أو مر بظروف حلوة. ويمكن عشان كده مناقشات كتير حوالين لو حلال ولا حرام تهنئة الناس بأعيادها، في حين إن سهل إننا نشارك الناس حزنها ونحس بيهم

إذا كانت علامة من علامات الإنسانية هي إني أشعر بوجع ومشكلة اللي حواليَّا، فعلامة من علامات الحب والصداقة هي إني أفرح في فرحهم وأشاركهم أحلامهم الحلوة وأتحمِّس لمشاريعهم الإيجابية. الموضوع ده بيبان جدًا في ردود أفعالنا لما حد يحط على فيسبوك مثلا صورة تخرجه أو بوست عن عياله أو مشاركة عن نجاح معين في حياته، وساعات كتير بنحس إن الموضوع مبالغ فيه، أو إن فلان كل صوره وأخباره حلوة وإيجابية وإنه ’مزودها‘ شوية. كل أسبوع صورة في مطعم شكل، وكل شهر سفرية، وكل شوية مع أصحابه، ويمكن مش أول انطباع بييجي على بالي هو إني قد إيه مبسوط عشانه. لكن بالمقارنة، يمكن يكون أسهل شوية إني أحط نفسي مكان حد فقد حد عزيز عليه، أو مر بأزمة مالية، أو عمل حادثة، أو فقد وظيفته.. ساعتها يمكن يظهر الجانب الإنساني الطيب اللي جوانا.

وقت الأعياد والاحتفالات، محتاج أراجع فرحتي للناس الفرحانة، ومحتاج أفكَّر نفسي إن الموضوع مش بيدور حواليَّ أنا، لأن علامة من علامات القُرب والمحبة والصداقة الحقيقية هي إني أكون فرحانلك بجد، فرحان لفرحك حتَّى لو فرحك مالوش علاقة بظروفي والحاجات اللي بأحبها. وعشان كده مش لازم أبرر فرحتي بإن ’الإنجاز نفسه‘ مُفرح، لكن فرحتي هي لفرحتك إنت! مش شرط لما أهنيك بعيدك أكون مقتنع بسبب العيد، لكن ممكن ببساطة أكون فرحان بفرحتك إنت!

لما بآجي أباركلك عشان اتجوزت أو عشان خلفت، مش بأباركلك عشان ’الجواز‘ فكرة كويسة، ولا عشان ’الخلفة‘ أحسن حاجة في الدنيا، لكن بأفرح معاك لأنك فرحان! ولما بأقولك كل سنة وإنت طيب عشان عيدك، مش بالضرورة يكون معنى كده إني أنا شخصيًّا بأحتفل بالعيد ده ومقتنع بكل تفاصيله. وعشان كده، لما بنهنِّي بعض بالأعياد مش شرط نبرر تهانينا دي بإن ’كل الأديان بتقول كذا‘ أو ’إحنا كمان بنعمل كذا‘، لأني لما بأهنيك بأبقى عايز أشاركك فرحتك إنت، بأبقى عايز أقولك كل سنة و’إنت‘ طيب.