يافطة كبيرة مكتوب
عليها ’لو عندك القدرة إنك تحلم بحاجة، يبقى لازم تحقَّقها‘، وعلى الرغم من إن
اليافطة دي غالبًا الغرض منها نبيل بحيث إن كل واحد عنده حلم يكون بيسعى باجتهاد
إنه يحقَّقه، إلا إن مشكلتها كبيرة..
مشكلتها إنها بتحصر
قيمة الحلم في مرحلة تحقيقه.. على أساس إن ’إيه فايدة الحلم لو مش هايتحقَّق‘،
والتخوُّف اللي ورا الفكرة دي هو إن ممكن ناس كتير تسيب أحلامها أو تبطَّل تستثمر
في أحلام معيَّنة أو تبطَّل يكون عندها أحلام خالص لو الأحلام دي مش ممكن تتحقَّق
لأي سبب..
أغلبنا لو عنده حلم
شاغله ليل ونهار بيكون بيفكَّر في طرق لتنفيذ الحلم.. وظيفة معيَّنة، أو فكرة
مشروع، أو أغنية جديدة أو حاجة يشتريها أو مكان يروحه.. ومع ذلك، أغلبنا برضه عارف
إن بعد تحقيق الحلم، بيبدأ يبهت، وبيبدأ يبقى ’أمر واقع‘، ’حاجة عادية‘ حتى لو
باين للناس التانيين إنه حاجة رهيبة.. ماما كانت كتير بتشير للجملة اللي بتقول
’للأحلام بريق، ينطفئ عند تحقيقها!‘
دي مش دعوة لعدم
تحقيق الأحلام! لكنها دعوة لإعادة النظر في قيمة الحلم.. أي حلم.. كل حلم بأحلم
بيه بيشكِّل جزء فيَّ، وكل مرَّة بأنسج في خيالي مشاهد من جمل زي ’يا سلام لو.. ‘
أنا بأستخدم قدرة عقليَّة مميَّزة، والقدرة دي في حد ذاتها ليها قيمة.. لو قرَّرت
إني أستغنى عنها (لسبب استحالة تحقيق الحلم مثلًا)، أكون كأنِّي بأستغنى عن
الرسومات والمزيكا والأعمال الفنِّيَّة والأحلام الحرفيَّة (وقت النوم) وكل حاجة
يبان إنه ما فيش ليها ’فايدة‘..
مش حلو إننا نخاف من
الأحلام.. ومش حلو إنِّنا لما نسخر من فكرة، تكون سخريتنا في صياغة ’إنت بتحلم يا
عم!‘ كما لو إنه غلط! الحلم حاجة، وتحقيقه حاجة، والاتنين حلوين.. والخوف إني أمنع
الأحلام اللي مش باينلها إنها هاتتحقَّق..
كل حلم هايتحقق أو
مش هايتحقق هو في حد ذاته نعمة.. جمال.. قُدرة أتمنى تفضل موجودة عندي.. أفضل أقدَر
أحلم، وأفضل أقدَّر الأحلام، كل الأحلام.. حتى اللي مش ناوية تتحقَّق!
Maged, this is one great article of many. Thank you. I would like to share it on FB.
ReplyDelete