نغضب؟ عادي! كلنا بجيلنا
وقت وبنكون غضبانين.. ساعات من العشم وساعات من معرفتنا إن أمور كتير ممكن تكون
أحسن.. وساعات من توقعات لحاجات كانت المفروض تمشي بطريقة معينة.. الغضب من شخص أو
الغضب بسبب حاجة حصلت مش هو آخر الخط.. الغضب مش هو أوحش حاجة ممكن تكون بتحصل..
أوحش من الغضب هو إن الموضوع يبقى مش فارق معايا.. أبقى "رامي طوبة"
الشخص أو الموضوع للدرجة اللي فيها أبطَّل أغضب أو أتغاظ أو أتضايق لما الموضوع
يضايق..
سمعنا كتير كلام من
أمهاتنا عن حب واهتمام الأب وإنه "بيزعَّق عشان بيحبك" أو إنه
"متضايق عشان خايف عليك"، أو إنه "بيقول كده عشان عايزك تكون أحسن
منه"، ومرات كتير كنا بنرفض ده، ونحس إن الغضب والضيق والزعل مالهمش علاقة
بالاهتمام أو الحب..
لما بأبص حواليَّ
دلوقت، كتير بأتضايق إني مش متضايق! كتير "بيحز في نفسي" (حلوة بيحز في
نفسي دي) إن مواضيع كتير ما بقيتش تفرق.. حاجات كانت في وقت بتفرق، حاجات كانت في
وقت مهمة جدا، بقت دلوقتي "عادية"، لا تبسط ولا تضايق.. كأنها مش
موجودة..
مواضيع كتير بقت
عاملة زي حملات لحماية حيوان ماسمعتش عنه قبل كده من الانقراض.. أزمات في دول مش
عارف مكانها على الخريطة.. نجاحات أو استثمارات أو إخفاقات أو مشاريع لناس ما
أعرفهمش.. لكن الفرق إن المواضيع اللي ما بقيتش فارقة دي مواضيع قريبة.. لناس
قريبة.. لبلاد قريبة..
في نمو وتقدم الشعوب
المصيبة مش لما الشباب يغضب ويثور.. المشكلة مش لما الشباب يتكلم كتير ويحاول يقول
رأيه.. المشكلة مش لما الشباب يعمل مشكلة.. مش لما يبقى متحمِّس زيادة، ولا لما
يكون "مش عاجبه العجب".. المشكلة الحقيقية لما يبطل يعمل كده.. لما يرمي
طوبة مؤسسة أو طوبة السياسة أو طوبة أي أمل في أي حاجة في أي حتة.. لما الموضوع
يوصل لدرجة من فقدان الأمل لدرجة إنه يبطل يتضايق..
مش كل واحد "مش متضايق" مني يبقى مبسوط!.. ممكن يكون "لا متضايق ولا مبسوط" ولا الموضوع فارق!
بعضنا بيتحرَّك مش
بس ناحية إنه يخللي الناس تغضب أكتر، لأ، ده بعضنا بيتحرك لناحية أوحش، للدرجة
اللي فيها الناس تبطل تغضب أو تتبسط، مش بسبب إن المشاكل اتحلت ولا إن الأمور
استقرت، لكن لأنها ما بقيتش تفرق!