إنت معانا ولا مع التانيين؟
أنا معاكوا طبعا..
إحنا التانيين!
وجود حضرتك مع التانيين بيهدد شعوري أنا بالأمان
والاستقرار النفسي.. بيخلليني أحتار هو أنا صح ولا لأ.. بيخلليني خايف أتأثر
بكلامك وأبقى "تبعك".. بيزلزل شعوري بالأمان اللي بحاول طول الوقت أحافظ
عليه عن طريق إني أقنع نفسي بإني أنا اللي صح..
وفي وطن المفروض إنه بيسعى إنه يكون شامل للكل وضام لكل
أولاده فيه ناس كتير "تانيين".. ولأن مافيش مجال للحصر لكن أمثلة قليلة
ماتضرش.. السيدات والأطفال والمسيحيين والشيعة والبهائيين واللادينيين والمثليين
والصعايدة والزملكاوية وذوي الاحتياجات الخاصة أمثلة موجودة وسطنا لناس يبدو عليهم
إنهم مش "أغلبية".. مش "الأهلي" يعني.. بيلعبوا كويس ولطاف
وكل حاجة.. بس برضه مش الأهلي!
ولأننا "بندّعي" الطيبة بدرجة كبيرة ساعات
محاولاتنا لضم واحتواء "التانيين" بتقترب من "البواخة" عنها
من "المواطنة" و"الحق في العيشة العادية الكريمة".. محاولاتنا
دي بتبقى في الصورة الساذجة بتاعة "كلنا واحد".. "كلنا بنعبد نفس
الإله بس في أماكن مختلفة".. "كلنا من الصعيد أصلا".. "ده أنا
ليّ زمايلي بهائيين وعادي!".."طالما أديان سماوية خلاص! !" كما لو
إن الاعتراف بالاختلاف "يمنع" التعايش! كما لو إن عدم اعترافك بمذهب من
المذاهب يمنع إن معتنقي المذهب ده يكون من حقهم ياكلوا ويشربوا ويتعلموا ويشتغلوا
ويعيشوا في البلد زيهم زيك خصوصا إن مافيش ما يميزك عنهم في فكرة "الولادة في
نفس البلد"..
شعرة صغيرة بين إني أقبل "الآخر" "لأنه
مش مختلف قوي".. وإني أقبل "الآخر" "المختلف".. الآخر
اللي لا أشاركه نفس التوجه الديني لكن عايشين في نفس البلد..
مش شرط كلنا نبقى نفس الشكل واللبس والتوجهات.. ومش شرط لما بنقى مختلفين نفضل "نتلزّق" في محاولات إثبات إننا مش مختلفين..
حلو إن يكون فيه تانيين.. وحلو إني أبقى صريح مع نفسي في
اعتناقاتي وإيماني وتوجهاتي.. تعايشي مع الآخر مش معناه إني أنا والآخر حاجة واحدة
بالظبط.. لكن معناه إن في بلد واحدة عيب قوي لما مايبقاش فيه تانيين خالص!