ركوب التاكسي بيُعتبر مجال لوحده.. مليان
بالمغامرات والآراء المختلفة.. خبرات وقصص مختَلَقَة (كدب يعني).. مشاكل وحكايات عن
تحديات.. بطولات حقيقية أو وهمية.. المهم إنه حاجة مختلفة عن أي حاجة تاني في
الدنيا..
ولأن بلدنا فيها الكتير من التحديات (من سياسة
وشغل وتعليم و و و) فناس كتير مننا بقى عندها مهارة إنها تكوّن
"تحالفات" غير رسمية ضد "الآخر" وعشان التحالف يبقى قوي الآخر
ده بياخد دور "العدو" مؤقتا لغاية مانحتاجه في تحالف تاني..:)
يعني مثلا في المدرسة.. الولاد شلة واحدة ضد
ولد تاني مش بيطيقوه.. ومقالب بقى وكل حاجة.. لكن جوّة الفصل كل الناس "إيد
واحدة" ضد المدرس.. وكوميديا بقى لا تنتهي وتلاقي الشلة دي سمن على عسل مع
الولد اللي مش طايقينه لأن التحالف استعدي عدو جديد!..(أتحدى أي حد يكون جرّب السمن
على العسل ويقوللي إنه طعمه حلو)
عشان كده كمواطن عادي لو بتحتاج تركب تاكسي
بتلاقي زمايلك في الشغل أو أصحابك أو عيلتك بيقضوا وقت طويل في الكلام عن التاكسيات
(أو التُكُسة كجمع تكسير).. مرّة باحكي مع أصحابي عن سوّاق تاكسي هراني أسئلة في
التاريخ: ميدان التحرير كان اسمه إيه في الأول؟ (الإسماعيلية).. مين هو الشيخ ريحان
اللي متسمي باسمه الشارع اللي ورا المجمع؟ عارف إن شارع بورسعيد كان أصلا ترعة؟
وهكذا.. باحكي لأصحابي لقيت واحد منهم بيقوللي: طب سألك عن سور مجرى العيون
والقلعة؟ قلتله: أيوة.. قاللي: بس! هو ده.. أنا ركبت مع السوّاق دة مرتين! وواضح
إن ماعندوش غير الصفحتين دول يفرد بيهم على الركّاب.:).
مش
بس هتحكي مع أصحابك على التُكُسة (من أكتر الألفاظ اللي باكرهها.. هي طبعا و
"فُنضام" و"أرواح" و"ملبس" و"البُك"!)
لكن هتلاقيهم كمان"بيوعّوك" فتلاقي النصايح دي:
أوعى تشاور للتاكسي وتقول له رايح فين قبل ما
تركب.. مش هيرضى.. هتقوللهم: بس فيه مش بيرضوا يقفوا أصلا إلا لو قلتله.. الرد
هيبقى: "برطم" أي حاجة لحد مايقف وبعدين اركب.. لو قاللك "لا..
للأسف مش رايح" الرد ممكن: إيه مش رايح؟ هو انت ليك خط سير؟ (لو حسيت إن السوّاق
ده ممكن تضربه) أو: معقولة كده؟ يصح يعني تنزلني؟ (لو حسيت إن السوّاق ده ممكن
يضربك)..
طبعا النصايح كتير وكل الناس بتبقى عايزة
تخدم.. ألطف نصيحة: لما تحب تحرق دم السوّاق وانت نازل ماترزعش الباب.. بالعكس.. (صوتك
العالي دليل على ضعف موقفك.. صح؟ فاكر؟ تانية أوّل).. لأ.. اقفل الباب بالراحة
بحيث مايقفلش! بسيطة!
النهاردة ركبت تاكسي مع سوّاق محترم جداً..
وكان لأول مرة أفكر في حكاية إن: سوّاق التاكسي يكاد يكون الوحيد اللي مش مضطر
يكون ذوق.. يعني مثلا لو مش ذوق هتعملله إيه؟ ... "ماشي ماشي يا أسطى.. مش
هركب معاك تاني! هِه!".. أو "عاملني كويس بدل ما المرة الجاية أعاملك
أنا وحش".. لو موظف أو طيار ديليفري أو دكتور أو مدرس أو مهندس أو عسكري مرور أو أو.. فيه
احتمال إنك تتعامل معاه تاني.. لكن لو سوّاق احتمال ضعيف (إلا لو قابلت الراجل بتاع أسئلة التاريخ ده)..
وعشان كده لقيت إنه حاجة كبيرة قوي إن
السوّاق يكون ذوق ومحترم ولطيف وهو غالبا بيتعامل معايا للمرة الأولى والأخيرة..
ده خلاني أفكر إلي أي مدى أنا حريص إني
أتعامل كويس مع حد غريب؟ مع حد يمكن مش هشوفه تاني.. مع حد مش هعرف لو حَس إني ذوق
وللا لأ..
غالبا الحَكَم هو: مواطن تاني في المترو..
بياع جرايد في القطر.. راكب جنبك في الطيارة.. واحد من المشاة معدي قدّام عربيتك..
ناس احتمال ضعيف تشوفهم.. ناس مش هيردّولك المعروف.. ناس مش هيكلموك يشكروك على
ذوقك..
لو أنا لطيف وباقدم احترام وذوق ومساعدة
لقرايبي واللي أعرفهم وجيراني وأصحابي واللي من ديانتي.. إيه الجديد؟ مالحرامية
والنشالين بيعملوا كده..
أنا عايز أتعلم من السوّاق ده.. وهجرّب أقدم
احترام ومحبة واهتمام أزيد شوية لناس مش مستني منها مقابل..
أتمنى يبقى عندي
"ذوق سوّاق"..
جامده جدا. بس انا شايف ان طعم السمن على العسل حلو :D
ReplyDeleteVery nice :) Let me share an experience too. There's no-one as polite and decent as the police officer who organizes the traffic flow in the street where my workplace is. He is a very old man and he has no reason to be nice to me.We don't know each other's names even.We greet each other in the morning and in feasts with a sincere smile, waiting for nothing in return. He once had some chewing gum and offered me one too. He's such a kind person :)
ReplyDeleteأنا بجد استفدت من التدوينة دى ، أول مرة أفكر إنى لو قفلت الباب بالراحة ، دا هيغيظه اكتر من لو رزعت الباب :)
ReplyDeleteHilarious!literally every sentence...
ReplyDelete