لما بنقرا رواية
بوليسية أو فيلم فيه جريمة وبيحاولوا طول الفيلم يعرفوا مين القاتل غالبًا لو
الرواية أو الفيلم معمولين كويس مش بنعرف نكتشف الجاني غير في الآخر، لما الكاتب
يقرر إن الخيوط كلها تتكشف.. في حين لو بنقرا نفس الرواية تاني أو بنشوف الفيلم
مرة كمان بنحس إنه "كان باين قوي إنه هو المجرم".. بيبقى عندنا حاجة
بيسموها في الأبحاث الـ hindsight bias أو التحيز بأثر رجعي ودي ظاهرة كتير مننا
بيتعرضلها من غير ما ناخد بالنا، فتلاقينا لما نسمع كلام عن حد نقول "أنا طول
عمري مش بأرتاحله" ونبدأ نفتكر بعض المواقف اللي بتثبت إننا "كنا
حاسين" وإن "الموضوع كان واضح قوي"..
لما كنت بأقرا
روايات أجاثا كريستي، وبعد ما قريت كذا رواية قررت كده إني "أركز" لما
أقرا الرواية الجديدة.. وأحاول أعرف أنا بنفسي مين المجرم.. وكل واحد تيجي سيرته
في الصفحات الأولى من القصة أشك فيه لأني عارف إنه هايطلع واحد مش متوقع.. بس
طبعًا الموضوع كان بيبقى محبط، وكنت مرات بأشك في القتيل نفسه إنه هو كمان القاتل!
(بس عمري ما شكيت في ’أجاثا‘)
في السياسة الموضوع
ده رهيب! بنشوف أحداث حصلت قبل كده ولسان حالنا "إزاي ما حدش أخد باله؟ دي
واضحة زي الشمس!".. طبعًا وضوحها اللي زي الشمس ده ما بقاش بالوضوح ده غير
لما الصورة كلها اكتملت.. لما بقينا في الحاضر وبصينا على الماضي حتة واحدة..
وإحنا بنحتفل
بالكريسماس، بنحتفل بالقصة كاملة.. قصة شكلها مظبوط ومترتب ومتنظم.. "باين
جدًا" دور كل شخص في القصة.. وتكاد القصة تفقد كل معناها بسبب الفلاشباك ده
اللي بيخلي كل حاجة منطقية في الإطار الكبير للأحداث.. مع إن أبطال القصة ما كانوش
كلهم عارفين أبعاد القصة بشكل كامل.. كل حد فيهم اختار اختيار صغير أو كبير لكنه
صح.. اختار اختيار صح (لما القصة اكتملت) لكنه اختيار صعب لو مش عارف القصة.. لو
بتعيش القصة في الحاضر.. لو ما عندكش كتب التاريخ تعرف إيه "اللي
هايحصل" بعد اختيارك..
بنت مش متجوزة
يجيلها ملاك يقولها هاتبقي حامل.. خطيبها يعرف إنها حامل لكن يصدق إنها شريفة.. ما
يلاقوش مكان عشان تولد فيه لكن حد يستضيفهم في حظيرة للحيوانات.. هو فيه إيه؟! تحس
إن كل حاجة غريبة.. فيه حاجة غلط.. إزاي القصة دي تخلص على حاجة كويسة؟ إزاي قِدر
كل واحد من الشخصيات دي إنه يختار يعمل حاجة صح في حين إن القصة مش باينلها نهاية
عِدلة؟!
جايز الشجرة اللي
بنزيِّنها تكون منظمة ولطيفة، وممكن مشهد الكريسماس اللي بنحط فيه قش وملايكة
وحيوانات بلاستيك صغيرة يكون شكله حلو وجميل.. وفي الغالب بننسى ريحة الأسطبل
وبهدلة السفر والقلق إن ما فيش مكان للولادة والخوف من فضيحة لو الناس ما صدقتش،
والرعب على الطفل المولود..
قصتنا الحالية
المكتملة قصة ’نضيفة‘ حلوة مرتبة مليانة مزيكا وفرح وشياكة.. قصة شكلها منطقي..
فاكرين إننا لو مكان كل بطل من أبطال القصة هانختار نفس الاختيار الصح..
قصة الكريسماس هي
قصة كل تفاصيلها ملخبطة، لكن على بعض هي قصة ضعف وخوف وفقر وقلة حيلة انتهت بميلاد
السيد المسيح.. انتهت برجاء عظيم، وتغيير للبشرية كلها..
أتمنى ما أضيعش فرص
مشاركتي في قصص لسة ما خلصتش.. قصص مش باينلها لو نهايتها خير ولا لأ.. أتمنى لو
كان الدور اللي هألعبه مؤثر إن تكون عندي البصيرة إني ألقطه واقوم بيه.. وتفضل قصة
الكريسماس حدث يومي في حياتي العادية..
Great post and very deep.Merry Christmas ya Maged.N
ReplyDeleteربنا يكرمنا وما نخيبش ف أدوارنا الصغيرة لكن نعملها صح.
ReplyDeleteBeautiful
ReplyDeleteWell written ya Maged.
ReplyDeleteMerry Christmas