تقديرنا لحب أصحابنا أو عائلاتنا أو الناس
اللي بنعتبرهم قريبين غالبًا بيكون مصحوب بمواقف وقفوا فيها جنبنا أو سندونا أو
شجعونا.. ولما بنحاول نعدِّد الجمايل، أتوقَّع كده إن أكتر الجمايل هي اللي كنَّا
بنمر فيها بموقف صعب ولقينا صديق أو أخ بيقف جنبنا ويحس بالوجع ويحاول يساعد، أو
على الأقل يحاول يعبَّر عن إحساسه بالوجع ده..
ولمَّا برضه بنفتكر تضحية أهالينا وتعبهم
معانا، غالبًا بنفتكر "وقت لما كان عندك تلات سنين وعييت ودرجة حرارتك وصلت
أربعين في نص الليل، ونزلت بيك على الدكتور" إلى آخره من الجُمل الحقيقية
والجميلة واللي حصلت فعلًأ..
غالبًا بيكون سهل و"غريزي" إن
الواحد يحس بوجع ابنه أو حد بيحبُّه حتى لو الوجع "بسيط".. لو ابنك
اتخبط في صباع رجله الصغير، أو جاب نمرة وحشة في امتحان، أو لعبته اتكسرت (مش
نهاية الدنيا يعني!)، غالبًا بيكون سهل (لو إنت مهتم يعني) إنك تحسّ بوجعه أو
إحباطه.. بتحُط نفسك مكانه وبتقتنع إن التحدِّي بتاع لعبة مكسورة هو تحدِّي كبير
لو عندك أربع سنين..
لكن لما شفت الصور دي لقيت إن التحدِّي
الأصعب هو إنِّي مش بس أتوجعلك على الوجع العبيط بتاعك، لكن كمان أتبسطلك على
الإنجاز اللي يمكن يبان عبيط بس هو مهم ليك.. الموضوع ده محتاج قرار، لأنه مش بنفس
سهولة أو تلقائية إني أتوجَّع لوجعك.. أنا محتاج أحط نفسي مكانك وأكتشف انبساطك
وأفرحلك وأفرح معاك..
الأمَّهات أشطر شويَّة في الموضوع ده..
غالبًا ربِّنا مدِّيهم طولة بال وصبر واحتمال وإلَّا البشريَّة ماكانتش تكمِّل!
لكن شطارتهم بتبان في فرحتهم بالحاجات "العبيطة" اللي بتفرَّح عيالهم
أكتر يمكن من إحساسهم بالوجع أو الفشل أو الضيق..
"برافو برافو.. روح كمِّل الواجب
بقى" هي جملة من الجمل اللي ممكن تبيِّن قد إيه إنجاز ابنك مش مهم بالنسبالك أو
قد إيه قادر تبذل مجهود إنك تتبسطله..
لما تخيَّلت الموضوع ده عن ربِّنا اتبسطت :) مبسوط إن ربنا مش بس حاسس بالوجع والتعب والظلم، لكنه كمان بيتبسط بالاختراعات والورد والنجاح والأعياد وبكل حاجة بتبسطنا..
كل واحد فينا عنده حاجات فخور بيها وهي في حد
ذاتها غالبًا حاجات عبيطة بالنسبة لناس تانية.. لو إحنا أصحاب، مش بس هاتتوجع
لوجعي حتى لو الوجع بسيط، لكن كمان غالبًا هاتفرحلي بالحاجات اللي أنا مبسوط بيها
حتى لو بالنسبالك عبيطة!