ماحدِّش يكره التوازن؛ ماحدِّش بيحب أو بيقول إنّه بيحب التطرُّف! أغلبنا بيميل لتصديق إنّنا متوازنين؛ فاللي بيشرب سجاير فاكر إنه مش بيشرب كتير قوي يعني، واللي بيذاكر ليل نهار مقتنع إنه بيذاكر "في المعقول"؛ واللي بتلبس لبس غالي مصدّقة إنه مش غالي بزيادة، وهكذا..
وزي ما تكون حكاية "التوازن" دي هي خدعة بنستخدمها عشان "نريّح نفسنا" باعتبار إن "المتطرّفين الوحشين دول" مساكين لأنهم مش معتدلين ولا متوازنين ولا وسطيّين زيّنا. وده مش بينطبق بس على تطرّف بعينه، لكن أغلبنا بيشوف إن فلان "مزوّدها" شويّة أو عِلّان "محبّكها" شويّتين في حين إن فلان وعلّان شايفين إن أنا وإنت "متسيّبين" أو "متساهلين" أو "مش فارق معانا" وإننا محتاجين نكون متوازنين أكتر في "البرود" بتاعنا.
ما تيجوا لما نتناقش نسيبنا من حكاية "التوازن" دي ونحكّي في الموضوع نفسه؟ أطراف الموضوع مش بالضرورة وحشة مقارنةً بالنُص، والحلول الوسط مش شرط تكون أفضل الحلول.
لما بنتناقش مع بعض محتاجين نفتكر إن النقطة الوسطيّة الجميلة العظيمة المثاليّة هي نقطة تخيّليّة ومختلفة عند اللي بيتناقشوا، وإلّا جزء كبير من الاختلاف كان يحلّ نفسه.
جايز اللي مش بيشرب سجاير خالص أقل توازن من اللي بيشرب سيجارتين تلاتة في اليوم؛ وجايز اللي مخلّف تلات عيال متوازن أكتر من اللي مخلّف اتناشر؛ مش هي دي القضيّة؛ لأن التخوّف في المناقشات اللي من النوع ده هو إن المناقشة تتحوّل لتعريف نقطة التوازن (واللي هي غالبًا نقطة خلاف أساسًا!)
مش هأطلب منّك لما نختلف إنّك تكون "وسطي" لكن يمكن أحاول أقنعك باللي أنا مقتنع بيه، بغض النظر عن النقطة المركزية في رأيي، وساعتها مش فارق بقى رأيي ورأيك وسطيين ولّا على جنب ولّا شكلهم متطرّف!
Nفكرة عبقرية٠
ReplyDelete!صح جداً
ReplyDelete