تعامُلنا مع المعلومات أو الشائعات اللي بتخص
حد نعرفه غالبًا بيكشف جزء كبير عن الشخص ده، بغض النظر عن مدى صحَّة المعلومة أو
إنَّها مجرَّد إشاعة. استبعادنا لصَّحة المعلومة كُوم، وأسباب الاستبعاد دي كوم
تاني. يعني مثلًا لو حد قاللي إن حد من أصحابي سرق مليون جنيه وأنا استنكرت
واستغربت وقلت إن اللي بيقولوا كده مُغرِضين ووحشين وعايزين يبوَّظوا سمعته بأي
طريقة – لحد كده كويس، لكن لو أسبابي هي إن مليون جنيه مبلغ كبير وإن صديقي ده
عمره ما يسرق مبلغ كبير كده، يبقى الموضوع مختلف!
من الحاجات المُحزِنة جدًّا إن في بعض
المرَّات بيكون استبعادنا لمدى منطقيَّة معلومة أو شائعة عن عمل مليان شر بيكون استبعاد
للطريقة! بنستغرب مدى سذاجة تنفيذ الشر ومش بنستبعد فكرته.. يعني يقتل آه، لكن
معقولة يقتله بالطريقة دي؟ لأ، هو مش بالعبط ده!
image source |
فكرة ’السُمعة‘ فكرة رهيبة ومخيفة جدًا..
شخصيَّة ومواصفات وتوجُّهات وآراء بتتبني وتتلاحظ وتتشاف سنين وسنين وسنين، لغاية
ما ييجي يوم وحد يرُد على معلومة دفاعًا عنك ويقول: لأ، فلان مش ممكن يعمل كده..
أو يقولوا: لأ، مش بعيد يكون عمل كده.. وأنا شايف إن ده محك مهم، يمكن يكون أهم
شويَّة من صحَّة المعلومة نفسها.
لكن المصيبة مصيبتين لمَّا تكون السُمعة هي
سُمعة الشرِّ الذكي، ويكون ده الدفاع الوحيد عند المدافعين اللي بيقولوا: هو مش
عبيط عشان يخونها من غير ما يكون عامل احتياطاته، أو هي مش غبيَّة عشان تسرق من
غير ما تشيل البصمات! كما لو إن فكرة الشرّ نفسها وخروجها من الشخص ده مش غريبة، لكن الخناقة على التفاصيل!
زي
بالضبط حكاية: اِلحق بسرعة، سيِّد الكهربائي بيعاكس بنت في منطقتكم، فيرد ويقوله:
يا عم بس ما تقولش كهربائي! ده لا كهربائي ولا يفهم في الكهربا!