واحد كان ماسك جرايد
بيوزعها في الشارع وسألني:
’’تحب تحصل على أول
عدد من جريدة مجانية عن أخبار المدينة الصغيرة هنا؟‘‘
ماشي شكرًا
’’الجريدة ببلاش،
واللي يفرق بين الجريدة ده والجرايد التانية هي إن كل الأخبار اللي فيها أخبار
إيجابية ومفرحة‘‘
أنا اتلخبطت.. ليه
ما فكَّرتش قبل كده إن ما فيش جرايد أعرفها إلَّا وأكيد فيها أخبار وحشة مع شوية
أخبار كويسة؟ ده غير الجرايد المتخصصة في أخبار الجرايم والحوادث؟ شكلها إيه
الجرايد دي اللي ما فيهاش غير أخبار حلوة؟ يعني ما فيش ’’يقتل شقيقه بعد مشاجرة
بسبب طبق فول‘‘؟ ولا ’’عاطل ينتحل صفة جرَّاح ويُجري عمليَّات لأكثر من عشرين
سنة‘‘؟ طب ولا ’’القبض على عصابة تخصَّصت في تزوير العملات فئة العشرين جنيه‘‘؟؟
حسيت قد إيه الفكرة
عظيمة.. بس برضه سألت نفسي، طب هايجيبوا أخبار حلوة منين؟! ها يملوا جورنال كامل
أخبار حلوة؟!
اتبسطت من فكرة إن
فيه جورنال ممكن تجيبه وتقراه وماتكونش بتقول ’’يا رب استر‘‘..
فهمت إن الأخبار
الحلوة وفي نفس الوقت ببلاش لسَّة موجودة.. الخبر اللي يفرح ويطمِّن القلب ويكون
ببلاش هو اللي ممكن يصبَّر ويشجَّع ويعزِّي وسط الأخبار الصعبة والمؤلمة اللي
مالية العالم بتاعنا..
الراجل المتطوِّع ده
اللي كان بيوزع الجريدة دي راجل هايل.. يا بخته.. يا بخت كل واحد شايل على كتافه
أخبار حلوة تدِّي نور وبُشرى لعالم حزين.. وبدل ما ماشي ينادي يقول اقرا الحادثة،
ماشي يوزع أخبار حلوة ببلاش!