بيموتوا يا ريّس

في قصة خيالية لكاتبة اسمها إيمي تان بتحكي في جزء من القصة عن راجل بوذي ملتزم ومتحمس جدا لتعاليم بوذا.. الراجل ده كان مقتنع جدا إنه طبقا للتعاليم البوذية ماينفعش إنه يكون سبب في أذى أي كائن حي من الطبيعة.. ماينفعش يقتل شخص أو حيوان أو يتسبب في أي نوع من الإيذاء لكائن تاني.. ولأن الراجل ده كان بيشتغل صيّاد سمك فكان كل يوم يروح بالشبكة بتاعته يحاول ينقذ أكبر عدد يقدر عليه من السمك من الغرق ويطلعه ويحطه على الشط.. وطبعا السمك بعد ما يطلع بيموت.. فيستخسر يسيب السمك كده "فبيضطر" يروح السوق يبيع السمك ده.. وبالفلوس يشتري شبك عشان "ينقذ" سمك تاني وهكذا.. فكان بيقنع نفسه إنه هو مش بيموّت السمك.. هو بس بيحاول ينقذ السمك من الغرق! وفي خلال محاولة الإنقاذ السمك بيموت..

بلادنا مليانة سمك.. لكن كمان مليانة صيّادين "طيبين" قوي.. وبتوع ربنا خالص.. وحريصين على مصلحة السمك.. صيادين "عارفين عن مؤامرات" بتحاك ضد السمك.. مؤامرات عايزة تخلي السمك يفضل يعوم يعوم يعوم لحد مايغرق.. وطبعا الصيادين دول الحقيقة مش متأخرين عن محاولات الإنقاذ..

ناس تموت؟ مش مهم.. أصلنا بنحاول نطبق اللي ربنا عايزه.. ناس جعانة وعيانة ومش لاقية شغل؟.. معلش ماحنا أهو هنعمل دستور كويس يدّي أمهر وأحسن الصيادين صلاحيات مطلقة يصطادوا في كل حتة وأي مصيبة عشان ينقذوا السمك اللي حرام عمّال يموت غرقان..

مفهوم جدا إنه معظمنا بيشوف الحاجة من منظوره الخاص وخلفيته وتربيته وقيمه.. وده ممكن يخلّي كل واحد شايف نفس الحاجة بالظبط لكن بيفسرها بطريقة مختلفة.. لكن لو أنا لاحظت إن كل مرّة بأحاول أنقذ فيها سمكة من إنها تغرق السمكة دي بتموت يبقى فيه حاجة غلط..

الصيّاد اللي عنده حسن نية وبيفكّر وفعلا قلبه على السمك المفروض يسيب الشغلانة خالص.. أما بقى الصيّاد اللي بيستهبل فغالبا لو ناس كتير قالوله "على فكرة يا ريس (الصيادين والمراكبية بيتقالهم ريّس عادي) السمك اللي إنت بتنقذه كل مرّة بيموت" غالبا هايغير طريقته.. وهايجيب نوع جديد من الشبك ويكمل عمليات الإنقاذ!