حاجات كتير محتاجين نذاكرها عشان نقدر نشتغل، ومع اختلاف التخصص أو المهارة غالبًا بنحتاج "نتعلم" ازاي نعمل حاجات معينة.. عشان أبقى مهندس أو عشان أتعلم لغة تانية أو عشان أسوق عربية محتاج أذاكر أو أمتحن أو على الأقل حد يوريني أعمل كده إزاي..
لكن غريبة شوية إن ماحدش بيعلمنا نحلم إزاي.. مافيش منهج أو دراسة أو كتيب إرشادي يقوللنا إمتى حلمي يكون حلم بجد وإمتى يكون كابوس أو يكون مجرد هدف أو حاجة عايز أعملها..
لو فيه حاجة واحدة أتمنى ماتكونش موجودة في أي حلم بأحلمه فأتمنى إن حلمي يكون متعلق بي أنا، مش حاشر معايا ناس تانية..
لو بصينا على جزء كبير من أحلامنا ممكن نفاجأ إن حد فينا عايز يكون مغني مشهور، أو حد عايز يكون شاعر الناس تردد شعره، ممثل محبوب، رسام تتعمله معارض والناس تحضر، أو عالم ياخد جايزة..
أزمة الأحلام دي هي في حاجة واحدة: الأحلام دي كلها محتاجة "ناس تانية"! عشان أكون مغني "مشهور" الموضوع بيخرج عن قصة إني أغني حلو وأتبسط لكن بيدخل في قصة تانية وهي إني أعجب الناس عشان أتعرف وأتشهر، وممكن يكون معنى ده إني أقدم أغاني "ليها جمهور" وأكون بأتمنى إن غيري يكون جمهوره أقل، إلى آخره.. وهنا الحلم اتحول ببساطة من رغبة عميقة جوايا إن نِفسي أكون بأعرف أعمل حاجة وأعرف أعملها حلو لإني يكون نفسي إن اللي أعمله يقولوا عليه حلو!
مش دايمًا فيه تعارض.. مننا كتير حلمهم يغنوا أو يرسموا أو يعزفوا أو يلعبوا رياضة حلو، ولما حلمهم بيتحقق بيلاقوا ناس مبسوطة بيهم، مايضرش..
لكن يمكن جه الوقت اللي أخلي بالي فيه إن حلمي يكون حلمي أنا! من غير جمهور ومن غير فنانين أو رياضيين أو مدرسين أو علماء غيري يكون مستواهم أقل عشان أحقق "حلمي" وأكون الأشهر أو الأشطر..
كمان جه الوقت إن تشجيعنا لاخواتنا وعيالنا والناس اللي عندها أحلام إنهم يصيغوا حلمهم ليهم هم.. حلم مايكونش معاه مقارنات وأرقام وترتيب ومراكز..
أحب إن حلمي يكون حلمي أنا.. أحلم إني أعرف أعزف حلو.. حلو ليَّ أنا.. أحلم إني أكمل أكتب كلمات ومزيكا أستمتع بيها.. أحلم إني أدرِّس كويس، تدريس يكون مشبع ليَّ.. قبل ما يكون مشبع للطلبة..
حتى لو نواحي كتيرة في حياتنا في العصر اللي بنعيشه دلوقت فيها تنافس وترتيب ومراكز وأرقام وأحسن وأوحش، على الأقل نسيب أحلامنا تفضل لينا.. يفضل حلمي ليَّ من غير مقارنات من غير أحسن وأشطر.. وأحلم من غير جمهور
No comments:
Post a Comment