مفهوم إن علّم في المتبلّم يصبح ناسي.. لأنك لو بتعلّم
واحد مش متابع أو مش مهتم باللي إنت بتقوله أو ماعندوش الخلفية اللي تساعده على
فهم اللي إنت بتتكلم فيه مش هاتوصل لحاجة.. لكن التطرف اللي على الناحية التانية
هو "علّم في المتعلّم"..
"علّم في المتعلّم" هي فكرة لما الناس تغنّي
على بعض.. الاتنين اللي بيتكلموا أو بيتناقشوا عندهم نفس الفكر والرأي والمنهج لكن
برضه بيتناقشوا ويتكلموا ويشرحوا.. فاكرين إن اتفاقهم هو نجاح للمناقشة.. فاكرين
إنهم عشان هم الاتنين بيهزّوا راسهم تبقى المناقشة فعّالة ونتايجها إيجابية..
الموضوع ده موجود حوالينا في كل حتة.. على القهاوي وفي
البرامج التيليفزيونية والمناقشات وتويتر وجوة الكنايس والمساجد وفي معظم
المجالات..
فين المشكلة؟.. المشكلة هي إني لما بأتفرّج على برنامج
ساخر أو حلقة مناقشة بتتفق مع آرائي بأتبسط.. وبأحس إن الكلام صح ومنطقي.. وبأتريق
على أي حد رأيه مخالف.. ناسي إن اللي بيتفرّج على القنوات التانية اللي بتعرض رأي
مخالف تماما (ومن وجهة نظري أي كلام) بتلاقي نسبة مشاهدة وجمهور متفق تماما مع
الآراء اللي أنا شايفها أي كلام..
من أظرف المطبوعات اللي بأشوفها هي سلاسل "تعلم
الأنجليزية بدون معلم" وغيرها من باقي اللغات.. تلاقي الكتيب من دول حوالي
عشر صفحات.. الكلام مكتوب بالعربي والإنجليزي.. فمثلا تلاقي كلمة: فلوس – money- ماني.. الغريب في القصة دي كلها إنك لو بتعرف تقرا
عربي وناوي تتعلم لغة غالبا مش هاتجيب كتيب يخليك تتعلم الإنجليزية بدون معلّم يا
معلّم.. ولو مش بتعرف تقرا خالص يبقى مش هاتعرف تقرا حتى الكتيب ده..
وهنا بنلاقي أكتر تطبيق عملي على النظرية الحديثة اللي سماها المصريين نظرية "حمادة هلال".. طبعا الراجل مالوش ذنب غير إنه وافق يغني الأغنية (إلا لو هو اللي ألف الكلام).. المهم إن تسمية النظرية حديثة لكن النظرية نفسها موجودة من زمان قوي في جمل زي "قتالين قُتلى" و"اللي مايعرفك يجهلك" وغيرها..
مش دايما الإحباط بيبقى لما الناس ماتفهمش.. ساعات
الإحباط بيبقى لما كل الأطراف يبقى عندها نفس الرأي.. وبيحاولوا بس يعيدوا ويزيدوا
ويجيبوا أمثلة لحاجات هم أصلا مش مختلفين عليها.. فاكرين إنهم بيبحثوا الموضوع وهم
مش بيعملوا غير إنهم بيحسّنوا علاقتهم الاجتماعية..
أكتر مثال صارخ على الموضوع ده البرامج الساخرة اللي
ليها رأي معروف مسبّقا.. بنبقى فاكرين إن البرامج دي "صاروخ"..
و"هاتغيظ" الفلول أو مدعين التدين أو "هاتفتح عينين"
المخدوعين أو "هاتقنع" المواطن البسيط.. ناسيين إن في الغالب الفئات دي
مش هاتكون بتتفرج على البرامج دي عشان تستفيد.. ممكن تكون بتتفرّج عشان تتريق على
المذيع أو تطلع غلطات في الحلقات أو ترتب "ردود" في حلقات في قنواتهم..
فاللي بيحصل إني أنا بأتفرج على اللي بيعجبني.. بس اللي
بيعجبني مش بيقدم غير اللي بيعجبني.. فبأتبسط فاكر إن الحياة كده.. وغيري بيتفرج
على اللي بيعجبه وهكذا.. وصعب تلاقي المحايد اللي ناوي في كل حلقة يفلتر آراء أو
يبهر المشاهد أو يقدم حاجة صادمة تخللي اللي بيتفرج يعيد النظر في رأيه..
بتضحكني قوي جملة "للصعود فقط" اللي على أبواب
المترو.. اللي واقف مستى المترو على الرصيف بيفترض إن أي باب هو للصعود.. أُمال
هايبقى باب إيه؟ خصوصا إن اللي واقف مستني المترو مايقدرش يعمل حاجة في الباب غير
"الصعود".. ودايما شايف إن ده بيلخبط أكتر لأنه بيخللي الواحد محتاج
يقرا كل اللي مكتوب على الأبواب في حين إنه لو بس مكتوب "ممنوع الصعود"
على أبواب معينة ده ممكن يسهل الدنيا.. فجملة زي "للصعود فقط" لا هي
مفيدة للي جوة المترو لأنه مش شايفها ولا للي برّة المترو لأن الطبيعي إنه
"يصعد"..
ومن الحاجات اللطيفة برضه اللي لفتت نظري في المشروع الجديد بتاع الكافيه الإسلامي هو إن مافيش مزيكا بتتذاع.. لكن بتتذاع خطب وكلام عن أهمية الحجاب والالتزام الديني وما إلى ذلك.. طيب لما إنت كل اللي داخل الكافيه أصلا لازم يكون فيه المواصفات دي يبقى إيه الفايدة؟
لو في الكنايس الناس مش بتتكلم غير عن قد إيه كويس إن الناس تروح الكنيسة أو تصدق في ربنا.. أو لو في المساجد عن قد إيه كويس إن الناس تروح تصلي في المسجد.. إيه الفكرة؟ ما المستمع موجود فعلا.. ولو في البرامج الساخرة فاكرين إننا "بنحلل" مشاكلنا نبقى غلطانين.. لأن اللي بيتفرج على البرامج دي موافق من الأول على فكرك .. ولو مش موافق مش هايتفرج..
وتبقى كل القصة في النهاية ناس بتغني وترد على بعض فاكرين
إننا بنوصل لنتيجة على الرغم إن كل اللي بنعمله هو إننا "بنعلّم في المتعلّم"!
حلوه الفكرة و الله , بوست كله تأمل
ReplyDeleteعزه عارف
great as usual, thank you for sharing ya Maged :)
ReplyDeleteبس مين يقرأ امين يسمع بقي
ReplyDeleteI get proud of you every day on & on.
ReplyDeleteKeep speaking us out :)
i shared it on fb :)
ReplyDeleteأتفق مع أغلب ما تم ذكره في المقال .... غير أنه لازال هناك احتمالية أن المتعلم يحتاج إلى تأكيد ما تعلمه ... أو للتذكرة
ReplyDeleteتحياتي
شيريهان تهامي
أتفق مع أغلب ما تم ذكره في المقال .... غير أنه لازال هناك احتمالية أن المتعلم يحتاج إلى تأكيد ما تعلمه ... أو للتذكرة
ReplyDeleteتحياتي
شيريهان تهامي
عجبتني حتة الكافيه الاسلاميـ، وفعلا...انتا عندك حق...
ReplyDeleteصح كلامك.....بس احيانا بنحب ناكد ونعرف ان فكارنا زى بعض ولما نعد نتكلم ونعيد ونلوك فى اللى نعرفة دة بيدينا نوع من الامان ان مش انا لوحدى كدة فى ناسة نفس ارائى اهية
ReplyDeleteوعشان احنا مابنعرفش فى اساليب الحوار ديما فى الراى المختلف تلاقينا اديقنا وشتمنا بعض واتخناقنا
فكرة عبقرية ٠٠وكلامك صح ٠٠إنت كدة بتخلينا نفكر بدل ما نقعد نحكي عشان الحكي و خلاص ٠شكرا ماجد٠٠ن
ReplyDelete